الوشاية وأثرها على أمن المجتمع .. ودور المنهج في الوقاية منها

بقلم / دلال سعود الودعاني  

الوشاية… خلق ذميم وسلوك مشين يقطع الأواصر وينشر الفساد ويفرّق بين الناس، نهى عنه الإسلام وحذّر منه وذمّ المشائين به وتوعدهم في الدنيا والآخرة.
فلا يخفى ما للسان من خطر عظيم وشأن كبير، وما له من آفات لا تكاد تُحْصَى كثرةٍ، بل إن الوشاية من أخطر آفات اللسان وأجلها ضررًا على الأفراد والمجتمعات، فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والوشاية التي منبعها الحسد جمعت كلَّ خلق رذيل: فهي السعاية بالكذب، وهي النميمة، وهي الغِيبة، وهي البهتان، وهي الفسق، وهي اللمز، وهي الخديعة، وهي الطعن في الأعراض، ومن آثارها شيوع النمَّامين والكاذبين في المجتمع بمفاسدهم الخلُقية والاجتماعية، وهذا مدعاة لافتقاد الأمن الأسري، وهي نوعٌ من قتل الثقة بين أفراد المجتمع، وهذه زعزعةٌ في الأمن الشخصي، وفي الوشاية ونقل الكلام عن الآخرين افتقادٌ لأمن الأمة وتصدُّع للتلاحم والتكاتف،قال تعالى في كتابة الكريم :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6]؛ لبيان وجوب الاحتراز عن الاعتماد على أقوالهم، فإنهم يريدون إلقاء الفتنة بينكم، وبيَّن ذلك عند تفسير قوله: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى