عندما يصبح المواطن مسؤولاً

بقلم / مها العزيز  

عندما يصبح كل مواطن مسؤولا عن تصرفاته سيصبح الوضع مغايراً تماماً وأفضل مما هو عليه ولن يحتاج أي منا الى التذكير بمهامه والتزاماته تجاه نفسه وتجاه وطنه الذي به يعيش .
بحمدالله نعيش في وطن أولى إهتماماته راحة المواطن وسعادته ورخاء حياته والاهتمام بكل الأمور الأساسية لحياته ولها ذللت مملكتنا ومسؤوليها الصعاب لراحة المواطن والرقي بالمستوى المعيشي والترفيهي لعامة المجتمع .
ويبقى الجانب الآخر من المسؤولية على عاتق المواطن ليتم التكامل في هذا النجاح ولكن للأسف لازلنا نرى بعض النماذج من المواطنين ليسوا بذلك القدر من المسؤولية ونشاهد من المواقف مايجعلنا نتساءل متى سيصبح المواطن مسؤولاً ؟ وهنا لا أتحدث عن الجميع ولكن عن الفئة القليلة التي لازالت تستهر بالمسؤولية . وكرئيسة لفريق تطوعي يتخصص في المجال البيئي وتوعية المجتمع نحو بيئة صحية خالية من التلوث وأضراره نقوم بمبادرات مختلفة مع جهات رسمية آخرها كان مبادرة تنظيف الشواطيء بمعاونة مجموعة من الغواصين وخلال عملية تنظيف البحر استخرجت كمية جاوزت المائة كيلوغرام من المخلفات وذلك من عملية الغوص الواحدة والتي لم تستغرق سوى نصف ساعة وأدهشني قول الغواصين انهم دائماً يستخرجون كميات هائلة من المخلفات والتي قد تتجاوز الخمسمائة كيلوغرام الى الطن الواحد وتكون تلك المخلفات التي رماها مرتادوا الشواطيء وبمسافة قريبة من الشاطئ هذه المخلفات والتي يرمونها في البحر بدلاً من الأماكن المخصصة لها ، وبالطبع لهذا الأمر تداعيات خطيرة على تلوث الحياة الفطرية و موتها وانتقال الامراض الى الانسان مع وجود الخطر على حياته عند السباحة ، وبالطبع ذلك ليس بسلوك حضاري وسليم فالسؤال متى سيصبح المواطن مسؤولاً؟ وقد سألني أحد المتطوعين بمبادرة التنظيف ، بأننا نقوم بدورنا في التوعية والتنظيف ولكن متى سيتعلم الناس إن ذلك سلوك خاطئ ومتى سيتوقفون عن رمي المخلفات في غير أماكنها ؟ أجبته : عندما يصبح كل مواطن مسؤولاً ويؤدي ماعليه من التزامات تجاه وطنه الذي به نعيش وقتها لن نحتاج للتركيز على مثل هذه المبادرات لأن كل مواطن سيصبح جزء مشارك في هذا العمل .
ونرى في حياتنا اليومية وأثناء قيامنا بالمبادرات من الأمثلة والمظاهر أقل مايقال عنها بأنها غير مسؤولة فممارسة التدخين في الأماكن العامة والمتنزهات رغم المنع ، وأيضاً تشويه وتخريب الممتلكات الوطنية من أمثال الأشكال الجمالية التي ما وضعت الا للجمال ورفاهية المواطن والتي يجب المحافظة عليها ونرى الاستهتار والتخريب لها من قبل لعب الصغار بها بطريقة غير صحيحة وتخريبها لهم وتشويهها وهذا أيضاً من مسؤولية الكبير تعليم الصغير بأن هذا عمل غير لائق واننا جميعاً يجب أن نحافظ على ممتلكات وطننا التي صرفت فيها الدولة الأموال الطائلة فقط لننعم نحن بجمالها ورفاهيتها؟
ولكن الأغلب يتفرج ولا يفعل شيئاً ولا يمنع وكأن الأمر لايعنيه..
اقترح على المسؤولين بوضع لوحات متعددة وبمسافات قريبة وبغرامات صارمة في الأماكن الترفيهية والمتنزهات والشواطىء لمن يخالف القوانين وياحبذا لو وجدت الكاميرات للتشديد فنعلم الكثير ممن يذهب للبلدان القريبة ويتقيد بأمور المنع وعدم رمي المخلفات وذلك لخوفه من العقوبة، ووطنه أولى أن يتقيد بقوانينها ويهتم بنظافة مكانه وبيئته ولكن كما يقالُ بالمثل ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ولذا نراه يخرب أو يترك المكان على منظر غير لائق ولكن إن وجدت العقوبة الصارمة فسيضطر المستهتر الى الالتزام بالقوانين والمحافظة عليها ، كما أناشد المسؤولين على ان تفرض الغرامات على من يتجول بالحيوانات في المتنزهات رغم وجود المنع فهم يستغلون الاوقات المتأخرة لكي لايكتشف وجودهم المشرفين المسؤولين لتلك المنطقة ويسببوا ضيقاً وعدم الراحة لمرتادي هذه الأماكن بسبب مخلفات تلك الحيوانات.
والأمر الذي ننتظر أن يتحقق بالقريب العاجل هو أن يصبح بالفعل كل مواطن مسؤولاً!!
وذلك عندما يصبح جزءاً مشاركاً في عملية المحافظة على البيئة والتقيد بالقوانين وبها يكون مشاركاً في نهضة مجتمعه ووطنه .

‫2 تعليقات

  1. ماشالله تبارك الله رائع حروفك دائماً رائعة
    أستاذة مها انتي مبدعة في عطاك وبجدياتك. ذات المعاني القيمة
    دمتي بخير ودام قلمك يسطر أجمل الحروف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى