متكأ قلم .. ما بين لحظات سعادتك وتعاستك

يُحكى أنّ رجلا عجوزًا كان يعيش في قرية بعيدة، وكان أتعس شخص على وجه الأرض، حتى أنّ كلّ سكان القرية سئموا منه، لأنه كان محبطًا على الدوام، ولا يتوقّف عن التذمر والشكوى، ولم يكن يمرّ يوم دون أن تراه في مزاج سيء. وكلّما تقدّم به السنّ، ازداد كلامه سوءًا وسلبية…. لقد كان ينشر مشاعر الحزن والتعاسة لكلّ من حوله. لكن، وفي أحد الأيام وحينما بلغ العجوز من العمر ثمانين عامًا، حدث شيء غريب، وبدأت إشاعة عجيبة في الانتشار: – “الرجل العجوز سعيد اليوم، إنه لا يتذمّر من شيء، والابتسامة ترتسم على محيّاه، بل إن ملامح وجهه قد أشرقت وتغيّرت!” تجمّع أهل القرية عند منزل العجوز، وبادره أحدهم بالسؤال: – “ما الذي حدث لك؟” وهنا أجاب العجوز: – “لا شيء مهمًّا…لقد قضيتُ من عمري 80 عامًا أطارد السعادة بلا طائل. ثمّ قرّرت بعدها أن أعيش من دونها، وأن أستمتع بحياتي وحسب، لهذا السبب أنا سعيد الآن!”
العبرة المستفادة من سرد هذه القصة القصيرة
أنه من كان ينتظر الحصول على كل شيء ليصبح سعيداً، لن يحصل على السعادة في أي شيء.
وأنه ألا تنتظر السعادة تأتي إليك … اصنع سعادتك ، استمتع بحياتك وعش تفاصيلها بحلوها ومرها
أعزاءي القراء : قد يتفق معي الجميع بأنه لا يوجد شخص بهذا الكون الواسع خالي من المشاكل وقصص قد مرت بحياته جعلته يعيش لحظات التعاسة ولم يعش لحظات السعادة.
ويبقى التساؤل هنا عن ماهية السعادة وكيفية الاستمتاع بحياة سعيدة في ظل الظروف الصعبة المحيطة بنا
قرأت ي دراسةٍ أُجريَت على مجموعةٍ من النّاس السّعداء في حياتهم لمعرفة الفرق بينهم وين النّاس العاديين، تمّ الكشف عن أنّ الإنسان السّعيد يشعر بنفس المشاعر السّلبيّة التي يشعر بها الإنسان التّعيس؛ إلّا أنّ الفرق الوحيد هو أنّ الإنسان السّعيد يتعافى بشكلٍ أسرع من مشاعره السّلبية؛ لأنّه قام بتطوير مناعةٍ لنفسه ضدّ تلك المشاعر، لهذا فإنّ السّعادة ليست دائمةً، فلا يوجد إنسانٌ سعيدٌ طوال حياته.
ولكننا لابد أن نسعى جاهدين بعد التوكل على الله إلى اننا نعيش في بيئة سعيدة تنعكس على الحالة النفسية والجسدية
قراؤنا الكرام : هنا سأذكر لكم أهم الأساليب الناجحة للحصول على حياة سعيدة من وجهة نظري و هي كالتالي :
أولاً؛ تغيير طريقة اسلوبك وتفكيرك في صياغة السعادة المناسبة لك وذلك عندما تحدد اهدافك من هذه الحياة فكلما استطعت تحقيق هذه الأهداف كلما استطعت التأقلم مع عثرات الحياة.
ثانياُ :تحويل السلوكيات اليومية السلبية التي تقتل اللحظات السعيدة الى سلوكيات ايجابية والاستمتاع باستغلال اللحظات اليومية وان كانت لحظات بسيطة .
ثالثاُ: الابتعاد عن الجلساء الذين يميلون الى الحزن والدراما في أغلب أوقاتهم ويمثلون دور الضحية وان الظلم الواقع عليهم هو بسبب الظروف الزمانية والمكانية وأنها لن تتغير فيصيبك الإحباط وعدم الدافعية لحياة سعيدة.
رابعاً:- لابد من اتباع أسلوب ومنهج تعزيز مفهوم الذات ورفع الدافعية الايجابية عند الشعور بالفتور وضعف العزيمة وذلك بمكافاة النفس والاحتفاء في حال النجاح الشخصي او العائلي.
خامساً:-مشاركة الأخرين لحظاتهم السعيدة وتشجيعهم على اظهار فرحهم وسعادتهم, لأنه للأسف البعض قد تجده يبتعد عنك في لحظات فرحك ويقترب منك في لحظات تعاستك وتذكر بأن فاقد الشيء لا يعطيه لك.
سادساً: اتباع بعض الأسس والقواعد التي من شأنها أن تعيد للروح التوازن النفسي، وتجعلنا مقبلين على الحياة، بالتالي نتخطى كل ما هو صعب بكل عزيمة وإرادة واصرار للعيش في بيئة صحية سعيدة .
سابعاً:- إحاطة أنفسنا بأشخاص ناجحين وإيجابيين” نستطيع معهم تبادل الأفكار والتجارب الناجحة حتى نستطيع أن نحقق ما وصلوا إليه
ثامناً : ممارسة نشاطات ترفيهية وهوايات محببة نمارسها بشكل يومي منتظم تساعد على اعادة الطاقة الايجابية للروح والجسد..
تاسعاُ:- الاهتمام بالحالة الصحية أمر مهم لأنه سينعكس سلباُ على الحالة النفسية وسعادة الشخص في حال الشكوى من أمراض صحية .
عاشراً:- ومن اهم النقاط التي من وجهة نظري تستدعي لحظات السعادة للشخص هي عدم اجترار الماضي الحزين وعدم الخوض في تفاصيل لحظاته لأن تذكر هذه اللحظات الماضية التعيسة ستعكر صفو حياتك السعيدة
ختاماً احبتي
تذكروا هناك خيط رفيع بين لحظات سعادتك وتعاستك وعليه
لابد أن نعلم بأن مقاييس السعادة قد تختلف من شخص لأخر حسب وجهة نظره للسعادة فهناك من يعتقد انها بتملك المال والشهرة وهناك من يراها بالقناعة والصحة لذلك السعادة نسبة وتناسب بين البشر فليست مطلقة والأهم الشعور بالرضا بما قسمه الله لنا وسكينة النفس وطمأنينة القلب وراحة البال والضمير فهي أهم مقومات السعادة الحقيقية
.
سلم قلمك أستاذة إبتسام مقال رائع جداً ،فعلا لاتوجد سعادة كاملة ولكن على الانسان أن يسعد بما لديه أبدعتي ?
أكثر اللحظات سعادة هي عندما تحقق أشياء يقول الناس عنها: أننا لا نستطيع تحقيقها.
بوركت اناملك
???
القلوب الرائعة من حولنا هي السعادة
وهذا نوع من انواعها.
بكل ماخطه حرفك
وبكل ما جمعه فكرك
تبقين مميزه في مقالاتك .
أستاذتنا وغاليتنا ام اسامه♥️
وسلم لي مرورك العاطر استاذتي مها ودامت عليك السعادة وراحة البال
شكراً لدعمك الطيب وكلماتك التي اسعدت قلبي ❤️❤️
اسعدك ربي يالغالية أ:صالحة واسعدني مرورك للمقال كعادتك داعمة وتسعديني بثناءك اللطيف ❤️❤️
صح عليك حبيبتي حنون فالقلوب الصادقة قربها سعادة حقيقية ❤️اسعدني مرورك وكلماتك دمتي سعيدة بقربك من احبابك ❤️