تصالح مع نفسك لتتخلص من الضجيج

الضجيج ذلك الضوضاء والشعور المزعج الذي قد يحيط بنا من الخارج أو من الداخل ، ويكون سبباً في جلبة نشعر بها في دواخلنا ويظهر تأثيرها في سلوكياتنا ليشعر بها الآخرون .ويكون التعامل مع الضجيج الخارجي سهلاً نوعاً ما بالمقارنة بالتعامل مع الضجيج الداخلي وذلك لأننا نستطيع أن نقلل منه أو نقلل من مسبباته بالابتعاد عن مصادره ولكن الضجيج الداخلي والذي يحدث داخلنا يكون من الصعب أن نحتويه وتكمن صعوبة إحتواءه في صعوبة مواجهته لأننا نواجه به أنفسنا ،وقد تكون مسببات الضجيج الذي يحيطنا من الداخل معروفة وقد تكون مسبباته مجهولة ولكن يبقى تأثيرهما من القوة بحيث يجعلنا نعيش في توتر وضغط داخلي نمر فيه بصراعات مختلفة ونتنقل فيه بمراحل مختلفة من الألم وشتات الأمر .
ونكون بين أمرين سواء الاستسلام بماهو واقع او رفض الواقع وبحدث ذلك عندما نرفض داخلياً واقعاً لانريد التعايش معه ، هنا تتعالى أصوات الاستنكار الداخلية لتحدث ذلك الضجيج لذلك الحدث.
والجميع يمر في الحياة بظروف مختلفة قد تكون قاسية او عادية والتي تترك آثارها على نفسيته بنسب مختلفة بين شخص وآخر سواء كان إيجاباً او سلباً .
ومع كل ماحولنا من أصوات وازعاجات الا ان الصراعات الداخلية تحدث ضجيجاً داخلياً يزيد من الضغط على نفسيتنا لكوننا لا نبوح ولا نعلن عنها أو نتحدث بها و نعاني تقلباتها بصمت .
فلنتعرف على ماهية الضجيج الداخلي وكيف لنا أن لانتأثر به سلباً ؟
بداية ممكن أن نعرف الضجيج الداخلي بأنه تشابك واختلاط المشاعر والأحاسيس ولخبطة الأفكار ، صراعات متضاربة بين واقع مفروض وبين واقع يتمناه الشخص بين ماهو كائن بحياته وبين مايريده أن يكون وقد يظهر الشخص هادئاً خارجياً للجميع وهو بالحقيقة يعاني بصمت من هذه الاضطرابات التي أرقته ولا يعلم عنها الا هو شخصياً وإن لم يسلك المسار الصحيح في التخفيف من الضغوطات ومسببات الضجيج قد تصل حالته النفسية الى مراحل خطيرة قد يحتاج وقتها الى المعالجة النفسية.
فماهي الحلول لمواجهة هذا الضجيج ؟
الحل هو التصالح مع النفس بإدخال الهدوء النفسي في الحياة وتغيير وتيرة الحياة العملية او الحياتية والتقليل من الأعباء والتي تكون من أهم مسببات هذا الضجيج الذي يشعر به الشخص لأن الضغط الزائد يولد الانفجار .
ويتعرف على الشوائب الحياتية التي تعكر صفو حياته ويمحوها .
والاعتراف بالواقعية جزء من التصالح فلا نأمل الحصول على حقائق لاوجود لها أو أمنيات غير مناسبة ويتم التخلص من الضغوطات قبل أن تكبر حجماً لإن عدم التخلص منها والاستسلام لها قد تكون له مضاعفات نفسية خطيرة ، وكي لا يقتلك هذا الضجيج من المهم جداً أن تحب نفسك وتقدرها وتتصالح معها .
ومما يعزز هذا التصالح هو الإيمان بالله وبالقضاء والقدر وان نعلم أن هناك منهجية ربانية تسير بها الحياة والكون وكل المشاكل والصعاب لها حلول لو اتخذناها سنصل للنتيجة المرضية والحياة التي نريد.