الإقتصادية

وكالات الأنباء تنافس رقمياً عبر الانتشار والسبق الإعلامي وطريقة العرض

فهد الرشيد - الرياض :  

أكد الدكتور فهد عقران رئيس وكالة الأنباء السعودية استمرار أهمية وكالات الأنباء في عصر الإعلام الرقمي واعتبارها المصدر الأول والأكثر مصداقية وموثوقية للأخبار، مشيراً إلى أن أغلب الأخبار الرسمية المتداولة عبر مختلف وسائل الإعلام (صحافة وإذاعة وتلفزيون ومواقع إلكترونية) يعود مصدرها لوكالات الأنباء، مبينا أن المشكلة الأساسية التي كانت تعاني منها وكالات الأنباء ولا تزال، هي أن الإعلامي في وكالات الأنباء هو “الجندي المجهول”.
جاء ذلك خلال جلسة “وكالات الأنباء بين كان وسيكون” التي عقدت اليوم ضمن فعاليات المنتدى السعودي للإعلام بنسخته الثانية، وأدارها مقدم البرامج وليد خنفور، وتحدث فيها كل من رئيس وكالة الأنباء السعودية الدكتور فهد عقران، والمدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة الأنباء الإماراتية الأستاذ عبدالله عبدالكريم، ومدير التعاون الدولي في وكالة سبوتنيك الروسية فاسيلي بوشكوف، ورئيس وتحرير ديلي تريبيون فرجينيا أركيلا أجاتاي.
وأوضح عقران أن وكالات الأنباء هي المنبع الحقيقي للأخبار، مبيناً أن مستقبل وكالات الأنباء كبير جداً لأنها تمتلك الانتشار الجغرافي بكل قارات العالم، مشيراً إلى وجود وكالات عالمية وإقليمية ومحلية في السابق، بينما الوضع اختلف حالياً، وبدأت تقل الفوارق مع الوقت، وأصبح التنافس على أشياء مختلفة كسعة الانتشار والسبق الإعلامي وطريقة العرض، لافتاً إلى أن وكالات الأنباء تسعى إلى استقطاب الجمهور مباشرة عبر قوالب مختلفة مثل تويتر ومنصات أخرى، كما أصبحت تقدم الفيديو والإنفوجرافيك.
وحول الفرق بين الأنباء والخبر قال الدكتور فهد: “الأنباء هي أي خبر مصدره الوكالة نفسها ولم يسمع عنه أحد سابقا، أما الخبر فقد يكون مسموعاً فيما سبق”، مؤكداً أن وكالة الأنباء كانت ولا تزال المصدر الرئيسي للأخبار، وأي جهة إعلامية إذا أرادت التأكد من صحة الخبر، فإنها تعود لوكالات الأنباء، التي تقع عليها مسؤولية كبيرة لأنها في النهاية المصدر الرئيسي للأخبار.
فيما أشار المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة الأنباء الإماراتية الأستاذ عبدالله عبدالكريم، إلى أن أهمية ومكانة ومستقبل وكالات الأنباء يعتمد على ثلاثة عوامل؛ أولها كثرة الأخبار الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وثانيها وجود أزمات تحتاج للتوضيح من قبل مصادر معتمدة وموثوقة، وأكبر دليل خلال مرحلة جائحة كورونا، حيث استطاعت وكالة الأنباء الإماراتية أن تلعب دورا مهما في تلك الفترة، أما العامل الثالث فيتمثل في قدرتها على التواجد والمتابعة.
وقال عبدالكريم: “في وكالة الأنباء الإماراتية أطلقنا استراتيجية عام ٢٠١٧ تهدف لتعزيز وتكثيف النشر على مستوى العالم، وأيضا تعزيز علاقتنا مع الشركاء المحليين والدوليين، وبالفعل بعد سلسلة من الزيارات والاتفاقيات أصبح لدينا اليوم ١٠٠ شريك إعلامي استراتيجي على مستوى العالم، كما أن وسائل الإعلام المحلية تعتمد على وكالة الأنباء الإماراتية بشكل كبير من خلال تغطية الفعاليات المحلية، ويقوم جزء من استراتيجيتنا اليوم على التحول الرقمي، ونحن من الأوائل في ذلك من خلال استثمار منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير”.
وأشار العبد الكريم إلى التنوع الكبير في الإمارات والمتمثل في وجود ٢٠٠ جنسية، ما حتم على وكالة الأنباء الإماراتية أن تعمل بـ ١٩ لغة لتخاطبهم، كما أطلقت سلسلة من الأفلام الوثائقية الخاصة بالإمارات، وهناك سلسلة قادمة من الأفلام الوثائقية، وخطة للوصول إلى جمهور جديد.
إلى ذلك، قالت رئيس تحرير ديلي تريبيون فرجينيا أركيلا أجاتاي: “بدأت وكالات الأنباء في تقديم أخبار عبر الانترنت في مجالات عدة، لذلك لا بد أن نرى الحاجة للابتكار ومعرفة أنماط الناس ونتواصل ونصل، فالأمر ليس متعلقاً بالخدمات الإخبارية فقط، بل لا بد من تقديم خدمة، والخدمة الجديدة التي يجب أن تضطلع بها وكالات الأنباء في العصر الحالي من وجهة نظري هي أن تتميز في طريقة وتوقيت عرض الأخبار، وليس مجرد تقديم منتج”.
بدوره، قال مدير التعاون الدولي في وكالة سبوتنيك الروسية فاسيلي بوشكوف: “يجب أن نكون قربيين من الجمهور في كل المجالات (نص، وصورة، وفيديو) وهذا الأمر جعل وكالات الأنباء مصدراً موثوقاً ومعتمداً، لهذا السبب يجب أن نعمل مع الوكالات الأخرى للحد من الشائعات، حتى تبقى وكالات الأنباء المحرك الرئيسي للأخبار”.
وأضاف بوشكوف: “أعتقد جازماً أن وكالات الأنباء ستبقى وستزدهر، لأن هذا المنتج ما زال مطلوبا من الصحف والقنوات الإخبارية والإذاعية، ويعد مصدر دخل للوكالات، والمنتج ما زال عليه طلب عال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى