أخبار دولية

قسد تتخوف من تكرار سيناريو أفغانستان… وأميركا مستمرة بمحاربة داعش بسوريا

درة - وكالات:  

أرسلت الحكومة الأميركية رسائل متناقضة حول بقاء قواتها في شمال شرق سوريا، والتزامها بالعلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية.

فقد أرسلت وزارة الدفاع الأميركية ميزانية العام 2025 مع خفض كبير للمال المخصص لهذه المنطقة، في مؤشّر على تراجع الدعم المالي والعسكري لقوات سوريا الديموقراطية.

لكنها في المقابل، شاركت في نشر بيان سياسي مع كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا، أقل ما يقال عنه أنه لائحة طويلة من المستحيلات التي يفرضها نظام الرئيس السوري بشّار الاسد ويمنع الوصول الى حلول في سوريا.

تعيش “قوات سوريا الديمقراطية” وممثليها حالة قلق من التصرفات الأميركية ويسرّب المتحدثون باسم هذه القوات وبإسم “مجلس سوريا الديمقراطية” عدم ثقتهم بالمواقف الأميركية وخشية هذه التنظيمات من أن تكرر الولايات المتحدة ما فعلته في السابق في بلدان عدة حول العالم، وآخر الأمثلة هو مغادرة افغانستان في العام 2021

القلق في مكانه تحدثت “العربية”و”الحدث” الى مسؤولين معنيين مباشرة بالأوضاع الأمنية في شمال شرق سوريا، وقال أحدهم أن أي شخص سيكون على حق لو خشي تكرار ما حدث في أفغانستان، فاستعادة سيناريو الطائرات العسكرية المغادرة والأفغان الذين يتعلقون بجناح الطائرة أمر طبيعي والذاكرة ما زالت قريبة.

إن إقرار مسؤولين أميركيين بـ”صدمة افغانستان” أمر مهم، وهو مؤشر على فهم الأميركيين لعمق ما تسببوا به من اضطراب في ثقة الحكومات والحلفاء لدى الاتفاق مع طالبان على حساب الحكومة الافغانية، ثم الانسحاب وترك الالاف من الأفغان ضحية عنف التنظيم الذي سيطر على كافة الاراضي وانتقم من معارضيه.

لكن الأميركيين يريدون الآن من الأطراف السورية وغير السورية النظر الى مسألة الانتشار العسكري في هذه المنطقة من زاوية مختلفة.

تذكروا موسكو! أحد المتحدثين قال لـ “العربية”و”الحدث”: “عليك أن تتذكّر ما حدث في موسكو” وكان يشير الى أن الإدارة الاميركية، خصوصاً وكالات الاستخبارات والدفاع الأميركية تنظر بقلق شديد الى الامكانيات المستمرة لدى “تنظيم داعش”، واستمرار قدرته على التنظيم وتجنيد الانتحاريين وتنفيذ هجمات إرهابية.

هناك أكثر من خمسة عشر الف عضو في داعش محتجزين في معسكرات شمال شرق سوريا، ويشدّد الأميركيون على أن هناك أكثر من ثلاثين الفاً من عائلاتهم في معسكرات متفرقة أيضاً في هذه المنطقة، وكل هؤلاء يشكلون خطراً ضخماً على الأمن، فهم لم يغيّروا من عقائدهم ونيتهم دائماً هي شنّ هجمات ارهابية.

يؤكد أحد المتحدثين الرسميين الأميركيين لـ “العربية”و”الحدث” أن “الادارة الاميركية تنظر الى هذا الخطر بجدّية، وهي ملتزمة بمنع التنظيم الإرهابي من العودة الى اي نشاط” ويضيف “لذلك تعمل الولايات المتحدة الأميركية مع قوات سوريا الديمقراطية وباقي الدول المنخرطة في التحالف ضد التنظيم لمنع هذا الخطر، وهي لن تغادر فتسمح لهؤلاء العناصر بالعودة الى ما فعلوه من قبل”

باقون فقط لمواجهة داعش هذا الكلام الأميركي ينهي النقاش المستجدّ بشأن خروج الأميركيين قريباً من سوريا، لكنه لا ينهي مطالبة “مجلس سوريا للديمقراطية” و”قوات سوريا الديمقراطية” بتطمينات أن الأميركيين سيبقون لأمد بعيد، فالمسؤولون الأميركيون الذين تحدثّوا الى “العربية”و”الحدث” يشدّدون على “أن الولايات المتحدة لا مصلحة لديها في البقاء على الأراضي السورية غير منع عودة داعش وبقاء الأميركيين مرتبط بخطر داعش ووجوده في هذه المنطقة”

أحد المتحدثين أشار الى “أن القوات الأميركية مهتمة بجمع قواتها وليس بنثرها على خريطة العالم، فهناك أولويات تضغط على الأميركيين، من خطر الصين وصولاً الى تهديدات روسيا لأمن أوروبا والبقاء في سوريا ليس أولوية”

“قوات سوريا الديموقراطية” تريد من الأميركيين ما هو أكثر من ذلك، وهي تطالبهم بالضغط جدّياً ليكونوا أو ليكون مجلس سوريا الديموقراطية جزءاً من الحوار السياسي الذي يقرّر مستقبل سوريا في ظل القرار الدولي 2254 كما أنهم يطالبون الأميركيين بالحزم مع تركيا ومنعها من تنفيذ تهديداتها بإنشاء حزام على طول الحدود تستكمل من خلال انتشارها مع حلفائها من الفصائل السورية داخل الحدود السورية.

واشنطن تريد حلاً شاملاً متحدث باسم وزارة الخارجية قال في تصريحات لـ “العربية”و”الحدث” إن الولايات المتحدة تعتبر ان حلّاً سياسياً يشمل كل السوريين، كما جاء في قرار مجلس الامن الدولي 2254 يبقى هو الحلّ الوحيد للنزاع” وأضاف “إنه بحسب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الشعب السوري سيقرر مستقبل سوريا من خلال مسار سياسي يقوده السوريون”.
_________________
المصدر: صحيفة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى