تقرير درة | شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

تكبير الخط ؟
يعتبر شهر رمضان أحد أكثر الشهور الهجرية قداسة ومكانة عند المسلمين، وهو شهر عظيم مبارك، حيث أنه شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وشهر العتق والغفران، وشهر الصدقات والإحسان، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وفيه تغلق أبواب النار.
ويأتي شهرُ رَمَضَانَ في الترتيب التاسعُ في التقويم الهجري الذي يلي شهر شعبان، ويعتبر هذا الشهر مميزًا عن غيره من باقي الشهور لأنه شهر الصوم والركن الرابع من أركان الإسلام، يمتنع المسلمون في أيامه عن تناول الطعام والشراب، ويتجنبون كل ما يبطل الصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
إن الآيات والأحاديث التي وردت في فضل شهر رمضان والترغيب في مضاعفة العمل فيه كثيرة، ولا يتسع المجال لذكرها جميعا، وقد قال المولى عز وجل في كتابه الكريم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ )؛ ﴿سورة البقرة: ١٨٥﴾
ومن عظم هذا الشهر المبارك، أنه تتضاعف فيه الأعمال الصالحات، وتغفر فيه الخطايا لمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا، لقول النبي ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وقوله ﷺ: “إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين”، وقوله ﷺ: “الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم”.
وفي فضل صيام شهر رمضان، يقول ﷺ: يقول الله تعالى: “كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك”.
وكان النبي ﷺ يبشر أصحابه بدخول رمضان، ويقول لهم: “أتاكم شهر رمضان شهر بركة، ينزل الله فيه بالرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي الله بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله”.
وقال النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله في توجيه المسلمين لكيفية الصيام الصحيح: “من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”؛ رواه البخاري في صحيحه.
ولصيام شهر رمضان المبارك، العديد من الفوائد الصحية، حيث يساعد الصيام على تنظيم الكوليسترول الضار، وكبح الشهية، التخلص من السموم طيلة الشهر، وتعزيز الصحة النفسية وتحسين المزاج، وغير ذلك الكثير.
ويوصى من أجل تحسين الصحة العامة خلال شهر رمضان المبارك، المحافظة على تناول فطور صحي، تناول وجبة سحور صحية، الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم، ممارسة الرياضة باعتدال والالتزام بالعادات الصحية والابتعاد عن العادات الضارة.
يذكر أن، شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، فهو يمتلئ بالروحانيات؛ حيث يتوحّد وقت الإفطار ويزيد ترابط الأفراد باجتماعهم حول مائدة واحدة وبأداء صلاة التراويح، ويتقرّب الناس فيه إلى الله عز وجل بالعبادة وقراءة القرآن والدعاء وأعمال الخير؛ لينالوا الأجر والثواب المضاعَف “بإذن الله”.