تقرير درة | تصاعد حدة التوترات بين إسرائيل وإيران يطال المفاعلات النووية

تكبير الخط ؟
شهدت الأيام الأخيرة الماضية، تصاعد حدة التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث تبادل الطرفان عددًا من الهجمات والضربات الجوية على منشآت عسكرية وحيوية، مما أدى إلى تأجج الصراع الدائر بين البلدين، ترتب عليه وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، مع وجود توقعات بتزايد تلك الأضرار والتأثيرات على كلا الطرفين.
ووفقًا للتقارير الإخبارية الأخيرة، فقد تعرضت مواقع إيرانية عدة لضربات جوية من قبل إسرائيل، تضمنت ميناء بندر عباس ومفاعل بوشهر النووي، بما في ذلك مفاعل نطنز النووي، الذي يُعتبر أحد المواقع الرئيسية لبرنامج إيران النووي.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أن الدفاعات الجوية الإيرانية تم تفعيلها في عدة محافظات، بما في ذلك طهران، خوزستان، وكرمانشاه، بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
من جانبها، أدانت إيران هذه الضربات ووصفتها بأنها “عدوانية” و”غير مقبولة”، فيما أكدت إسرائيل أنها لن تتوقف عن استهداف إيران ما لم تتوقف الأخيرة عن برنامجها النووي، في تبادل للتصعيد بين البلدين، مما قد يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، خاصة مع استمرار الضربات المتبادلة بينهما.
وهناك مخاوف دولية بشأن الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، مما يتوقع أن يؤدي إلى تصعيد إضافي في المنطقة، حيث يمكن أن يؤدي الصراع بين البلدين إلى زعزعة استقرار المنطقة وزيادة التوترات بين الدول.
ويُعد مفاعل نطنز أحد أهم المواقع النووية الإيرانية، حيث يضم آلاف الأجهزة الطاردة المركزية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، وقد تعرض المفاعل لعدة هجمات سابقة، بما في ذلك هجوم إلكتروني باستخدام فيروس “ستكسنت” في عام 2010.
فيما يقع مفاعل بوشهر النووي على الخليج العربي، وموقعه في مدينة بوشهر الساحلية جنوبي إيران، ويُعتبر أول مفاعل نووي تجاري في إيران، حيث يعتبر الميناء نقطة تجارية هامة لعبور البضائع والسلع بين إيران والدول الأخرى، وتم بناءه بمساعدة روسية، ويعمل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث يعتبر جزءًا من برنامج إيران النووي السلمي.
ويحظى ميناء بوشهر الإيراني بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث يمثل نقطة محورية في نشاطات إيران البحرية، سواء لعمليات التصدير والاستيراد أو لصناعة النفط والغاز، ويخضع الميناء لتطوير مستمر لزيادة قدرته على مناولة البضائع وتنافسيته في قطاع النقل البحري الإقليمي.
ويُستخدم المفاعل لتوليد الكهرباء لشبكة الكهرباء الوطنية في إيران، حيث يساهم في تلبية احتياجاتها من الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما يمكن استخدام المفاعل أيضًا في الأبحاث العلمية والطبية، يمكن أن يساعد المفاعل في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنةً بمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، ويمثل جزءًا من جهود إيران لتطوير قدراتها النووية السلمية، مع استمرار الجدل حول برنامجها النووي.
وهناك مخاوف دولية بشأن السلامة النووية في المنطقة، خاصةً مع وجود مخاطر زلزالية فيها، وقد واجهت إيران عقوبات دولية بسبب برنامجها النووي، مما أثر على تطوير مشاريعها النووية، حيث يمكن أن يكون للمفاعل تأثيرات بيئية إذا لم يتم تشغيله بشكل صحيح أو في حالة وقوع حوادث.
وتخطط إيران لتوسيع قدراتها النووية وبناء المزيد من المفاعلات في المستقبل، مما يجعلها تسعى إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية والتكنولوجيا النووية، الأمر الذي يزيد من المخاوف الدولية من عدم إلتزام إيران بتوجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستخدام تلك المفاعلات النووية في الأسلحة والقنابل النووية، حيث أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتبر أن كمية اليورانيوم المخصب التي تملكها طهران لا مثيل لها في أي دولة أخرى غير نووية.
من جهتها، صرحت الولايات المتحدة بأنها لم تكن طرفًا في الضربات الإسرائيلية على إيران، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بين الطرفين، في الوقت الذي رفضت إيران إجراء محادثات نووية مع الولايات المتحدة ما لم تتوقف إسرائيل عن هجماتها، بينما أعلنت إسرائيل أن الضربات تهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية، مؤكدةً أنها لن تتسامح مع تهديد نووي إيراني.
وأدت الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، حيث ارتفع سعر برنت أكثر من 2% بعد الهجوم، وذلك بجانب الخسائر البشرية للطرفين، والأضرار المادية في المنشآت الحيوية والمباني والمواقع العسكرية والنووية، مع وجود توقعات بتزايد تلك الأضرار والتأثيرات على الجانبين.
يذكر أن، إسرائيل قد شنت، فجر الجمعة، هجوم “الأسد الصاعد” على إيران، واستهدفت منشآتها النووية، وعلماءها، وقادتها العسكريين، بينما يتواصل الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية والمسيرات، مؤكدةً أن الحرب ستمتد إلى جميع مدن إسرائيل، وأيضًا المناطق والقواعد الأمريكية في المنطقة خلال الأيام المقبلة، وسيكون المعتدون هدفاً لرد إيران الحاسم والواسع النطاق.