تقرير درة | العلم وأسرار أنتاركتيكا.. الأنهار المختبئة تحت الغطاء الجليدي

تكبير الخط ؟
في حدث جديد يظهر مدى ضآلة ما يعرفه العلم عن القارة القطبية الجنوبية، أعلن العلماء عن اكتشاف نهر غامض مختبئ تحت الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا، وقد يؤدي إلى كارثة.
ويشير الباحثون إلى، أنه يمكن أن يؤثر نظام النهر الذي تم اكتشافه، على كيفية تأثير تغير المناخ على المنطقة، كما سيتعين أخذه في الاعتبار في النماذج والتنبؤات المستقبلية.
وتقع القارة القطبية الجنوبية أو أنتاركتيكا في أقصى جنوب الأرض، وتعد خامس أكبر قارة بمساحتها التي تبلغ تقريبًا ضعف مساحة أستراليا.
وتُعدّ القارة القطبية الجنوبية وسطيًا أبرد القارات وأكثرها جفافًا ورياحًا، كما تتألف معظم أراضي القارة من صحراء قطبية ذات معدل هطول أمطار سنوي كبير.
وفي الدراسة التي نُشرت في Nature Geoscience، يقول الباحثون، إن حقيقة عدم اكتشاف هذا النهر لفترة طويلة، تُظهر مدى ضآلة ما نعرفه عن قارة أنتاركتيكا.
وبحسب الدراسة الحديثة، تم اكتُشاف نهر أطول من نهر التايمز تحت الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي.
ويقول العلماء، إن هذا النهر قد يؤدي إلى تسريع فقدان الجليد، وذلك مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، حسبما نقلت RT.
وتم توثيق الممر المائي البالغ طوله 286 ميلا (460 كم)، لأول مرة من قبل باحثين في إمبريال كوليدج لندن ومؤسسات دولية أخرى.
وللمقارنة، يبلغ طول نهر التايمز، الذي يمر عبر لندن، 215 ميلا (346 كم).
ويجمع النهر المكتشف حديثا المياه من منطقة بحجم ألمانيا وفرنسا مجتمعين، ويؤثر بشكل كبير على تدفق وانصهار الجليد في القارة.
لذا، يخشى العلماء من أن النهر سيزيد من فقدان الجليد من قاعدة الصفيحة، إذا أدى تغير المناخ إلى تفاقم الذوبان على السطح.
وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة كريستين داو، من جامعة واترلو: يمكن أن نقلل بشكل كبير من سرعة ذوبان النظام من خلال عدم احتساب تأثير أنظمة الأنهار هذه.
وتابعت، أنه يمكن من قياسات الأقمار الصناعية، نعرف أي مناطق القارة القطبية الجنوبية تفقد الجليد، ومقدار ذلك، لكننا لا نعرف السبب بالضرورة.
وأضافت الباحثة الدكتورة كريستين داو، قد يكون هذا الاكتشاف حلقة مفقودة في نماذجنا.
ويمكن أن تظهر المياه تحت الصفائح الجليدية للكوكب الموجودة في غرينلاند حول القطب الشمالي، والقارة القطبية الجنوبية حول القطب الجنوبي بطريقتين رئيسيتين.
والأولى تكون من خلال ذوبان الجليد السطحي والماء المتدفق من خلال شقوق عميقة تسمى مولين.
والثانية هي الذوبان في القاعدة، الناجم عن الحرارة الطبيعية للأرض والاحتكاك مع تحرك الجليد فوق الأرض.
وفي غرينلاند، يتم تكوين كميات هائلة من المياه الذائبة السطحية خلال فصل الصيف الدافئ، والذي يمر عبر مولين لإنشاء الجداول والبحيرات.
ولكن في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، لا ترتفع درجة حرارتها بما يكفي لتحمل المياه الذائبة، وتكوين مولين في المقام الأول.
ونتيجة لذلك، كان من المفترض أن يكون هناك القليل نسبيا من المياه في قاعدة الصفائح الجليدية في أنتاركتيكا.
وذلك، من خلال مجموعة من المسوحات الرادارية المحمولة جوا، ونماذج الهيدرولوجيا.
واكتشف الفريق البحثي القائم على الدراسة، نظام نهر ضخم مخفي تحت الغطاء الجليدي.
ويقع هذا في منطقة يتعذر الوصول إليها إلى حد كبير، ولم يتم دراستها جيدا.
وتشتمل هذه المنطقة على الجليد من كل من شرق وغرب القطب الجنوبي، وتصل إلى بحر ،Weddell.
ويظهر في البحر تحت الجرف الجليدي العائم، نهر جليدي يمتد من الأرض، وهو عائم بدرجة كافية لتطفو على مياه المحيط.
ويشير وجود مثل هذا النظام النهري الواسع، إلى وجود كمية كبيرة من المياه، ناتجة عن ذوبان قاعدة الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي وحده.
وبالإضافة إلى ذلك، عندما تتدفق مياه النهر إلى البحر أسفل الجرف الجليدي، فإنها تتسبب في ارتفاع درجة حرارة المياه، وتساعد على إذابتها من الأسفل.
يذكر أن القارة القطبية الجنوبية، تصنف بمثابة آخر منطقة مكتشفة على الأرض في التاريخ المسجل، ولم تتم رؤيتها حتى عام 1820 عندما تمكنت البعثة الروسية.
وبعد ذلك، توالت الدراسات والبعثات الاستكشافية، ومنها الأمريكية والفرنسية، حتى أجرى فريق من النرويجيين أول هبوط مؤكد في عام 1895م.