إقتصاد العالم

تقرير درة | خسائر عمالقة صناعة التكنولوجيا العالمية في الفترة الأخيرة

درة - قسم التحرير :  

تعاني كبرى الشركات التي تعمل في صناعة التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم من خسائر مادية كبيرة حاليًا، مما ينعكس سلبًا على توجهاتها للوصول إلى أفضل الحلول.

وفي ظل الأحداث التي جرت على الكوكب خلال السنوات الأخيرة الماضية، بدأت الشركات تتجه إلى خفض التكاليف وتجميد التعيينات الجديدة وتسريح الموظفين.

وأثرت جائحة كورونا وما صاحبها من تداعيات، بالإضافة إلى التغيرات المناخية وغيرها، على صناعة التكنولوجيا العالمية، حيث تداعت أسهم شركات الخدمات السحابية جنبا إلى جنب مع العملات المشفرة.

وأعاق رفع أسعار الفائدة الوصول إلى رأس المال السهل، وجعل التضخم المرتفع كل تلك الشركات تتوقع أرباحا مستقبلية أقل قيمة بكثير من اليوم.

وكان مؤشر الأسهم الأمريكي المركب “ناسداك” بلغ ذروته في مثل هذا الوقت من العام الماضي، مستفيدًا من المسار التصاعدي لقطاع التكنولوجيا منذ الجائحة.

لكن بعد إثني عشر شهرًا، أصبح الوضع مختلفًا تمامًا، فقد خسرت هذه الشركات قيمة هائلة، كما لم تحقق واحدة من أكبر 15 شركة تقنية أمريكية من حيث القيمة، عائدات موجبة في عام 2021م.

وبحسب الدراسات، كان الاكتتاب العام لأسهم شركة السيارات الكهربائية Rivian، هو الأحدث في عام شهد اكتتابات قياسية جديدة.

كما أن عمليات التوظيف في القطاع كانت في ازدهار، لكن سهم Rivian هبط بنحو 80% من ذروة ارتفاعه حينما قفزت قيمته السوقية لـ150 مليار دولار.

كما أن شركات التكنولوجيا الكبرى تكبدت خسائر فادحة، ففقدت Microsoft نحو 700 مليار دولار من قيمتها السوقية.

فيما هبطت القيمة السوقية لـ Meta بنحو 70% من ذروة ارتفاعاتها، بذلك تمحو 600 مليار دولار من قيمتها في العام الجاري.

وإجمالاً، خسر المستثمرون نحو 7.4 تريليون دولار، وذلك استناداً إلى تراجع مؤشر Nasdaq على مدار 12 شهراً.

ويعد رفع معدل الفائدة وارتفاع التضخم، أسباباً رئيسية في أن تصبح قيمة الشركات التي تعد بأرباح مستقبلية واعدة، أقل بكثير.

وعلى مستوى الصناعة، اتجهت الشركات لخفض التكاليف وتجميد التوظيف، وإقالة الموظفين.

أما الموظفون الذين انضموا إلى تلك الشركات قبل الاكتتاب العام لها، ممن يعتمدون في معظم تعويضاتهم على خيارات الأسهم، أصبحوا الآن في موقف صعب.

وتراجعت عملية الاكتتاب العام هذا العام بعد تسجيلها مستويات مرتفعة في العامين الماضيين، حينما كانت الشركات تتعامل مع أزمة كورونا والمميزات الناتجة عنها في ظل العمل عن بعد، والاقتصاد المتخم بفضل الدعم الحكومي.

وانخفض Renaissance IPO ETF -سلة لقياس الأسهم الجديدة المدرجة في أميركا- بنحو 57% على مدار العام الماضي.

وتزامن مع ذلك إقرار التنفيذيين في القطاع التكنولوجي بأنهم كانوا مخطئين في تقديراتهم، إذ اتضح أن جائحة كورونا لم تغير إلى الأبد الطريقة التي يعمل ويلعب ويتسوق ويتعلم بها الناس.

وشهد العام الجاري أيضًا خفوت نجم شركات الشيكات على بياض الساطع أو SPAC، وهي شركات استحواذ ذات أغراض خاصة ازدهرت خلال 2020 و2021 عبر شراء شركات التكنولوجيا الناشئة وإدراجها في البورصة.

وخلال ذروة تلك الظاهرة، شهدت أميركا اكتتاب 619 شركة عبر شركات الشيكات على بياض في العام الماضي، مقابل 496 شركة عبر الاكتتاب التقليدي.

أما في العام الجاري، فهبط مؤشر CNBC لشركات الـ SPAC والذي يتتبع أسهم تلك الشركات بعد طرحها بنحو 70% منذ التدشين وبنحو الثلثين العام الماضي.

ولم تتمكن العديد من شركات الـSPAC من تحقيق هدفها وردت الأموال للمستثمرين، بعد أن أصبحت تحت ضغط كبير بسبب التطورات الاقتصادية الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى