كيف تحب ذاتك وتعطيها

بقلم / إلهام الجعفر الشمري  

في أي عمر وبأي حالة ستكون المساحة متاحة في إدراكك لتعرف نفسك وتحبها؟ ليس هناك أكثر من قصص الحب الفاشلة مع الذات والتي ارتكبها أصحابها عامدون . العمر الذي يمضي وأنت تمارس حضور يليق بالآخرين أكثر مما يليق بك. يشبههم ويتماثل مع توقعاتهم. لماذا يرتكب البعض تلك الحماقة مع إصرار على أنها صورة عاكسة لأرواحهم وهي لاتزيد عن كونها صور خادعة ، ثم يطلقون أعمارهم رهناً لاهتمام أو تقدير من هنا أوهناك؟ إنه الجهل الذي يؤذي به الانسان نفسه دون أن يعلم . الجهل عندما يصبح قرين إهمال ولامبالاة بذات هي أحق أن تًقدر وتحترم… ذاتك أنت.
لايوجد قوانين واضحة تمنع الانسان من فعل ذلك سوى التجارب القاسية التي ترشد قلبه إلى حب من نوع جديد يحترم آدميته وكينونته . الحب الذي لانعترف بجماله إلا بعد أوان يفوت مع كل لحظة أفرغنا فيها حقنا في الحياة . يذوب الانسان في عطاء لم يًطلب منه وتذوب معها سنوات العمر ويدب الظلام في لحظات غالية وثمينة فقط لأنه يعتقد بأنه لايملك حق اللجوء لحقوقه الخاصة . وعندما يبدأ في الاعتراف بها تهون لأنه لم يشكل الآخرين على قبولها واحترامه لها.
وتلك الأبواب التي تعودت أن تًفتح من أجلك ستقفل بمجرد إعلانك الوقوف من أجل أن تشفى روجك . فمن تعود الأخذ ليس من السهل أن يمرر تغيرك دون أن يؤذيك ويحاول سحبك للخلف . سيحاول أن يقلل من جمال بروزك أمام نفسك واصطحابك لها وحنانك عليها.
هذه القصة ليست سوى حكايات شقية احتفظ أصحابها بمرارة الخذلان والاحساس المتنامي بالظلم وهي حالة تكسف شمس القوة لتحول مدار الروح إلى أماكن غير مأمونة ولايضمن عودة أصحابها لمنطق الايمان بالحياة سوى بترويض الوجع ليحول مجرى الصمت إلى قوة كامنة تصبح مع الوقت درع واقي .
أن تحب ذاتك هو أن تفهم بأن مايحق لك هو قيمتك الحقيقية لذلك فإصرارك على الحصول عليه سلوك إلزامي لايجب أن تتخاذل في انتهاجه .
تحدثك عن مايضايقك أو يغضبك ليس جريمة . توقفك عن تسليم القرارات المهمة لديك لمن تعودوا قيادتها بإذن منك ليست سوى عودة للأمور لنصابها. مواجهة تصوراتك الكاذبة عن مايجب أو مالايجب والتعامل معها على حقيقتها دون مبالغة هو صدق مع الذات واعتراف بالحدود المنسية وتسييجها لعواطفك. إعادة تحجيم الحديث الداخلي ووضعه في سياق هادئ هو وقوف رحيم مع نفسك دون جلد الذات وتحميلها مالاتطيقه، فالحديث الداخلي السلبي يعطل التفكير ويبطئ حركة النمو المعنوي والنفسي فتعيش نكسات لاتحتاجها ولايسع قلبك الصبر عليها. لذلك أحب ذاتك بالطريقة التي تتناسب مع احتياجاتك واجعل صوتك مسموعا عند الإعلان عن وجودها. لاتتناسى وجودك فتنساك الحياة ومن فيها .

تعليق واحد

  1. أعجب لما يقال عن حب الذات او مما يقرب وجهات النظر.
    لكل شخص نظريته واحترم وجهات النظر
    أين الإيثار في هذا الموضوع.
    يقال عن الإيثار وهو حب الآخرين لك يعكس حب الذات.
    يمكن أن يكون لك حضور مميز وقبول عند اغلب الناس هذا ما نستطيع أن نصنعه ونرى نفسنا بنظرتهم وحبهم لنا. فمن الانانيه ان نحب أنفسنا وننسى من هم مر آتنا اللتي نرى أنفسنا بهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى