أمي صندوقي الأسود

بقلم: آمنة العطا الله  

نوع من أنواع الأمهات،
الام الصديقة» هي حلم جميع الابناء لما لهذه العلاقات من عائدات ايجابية تمنحهم مزيدا من الثقة والصراحة وتبادل الآراء باعتبار الام الصديقة تمتاز بصفات يحتاجها جميع الابناء وتميزها عن بقية الأمهات من حيث التربية والتعليم واعداد جيل يتمتع بالصداقة والمصارحة مع الأمهات.
وقد وقفت على قصص نجاح كثيرة لصداقة الام مع الأبناء. قصص تجعلنا كمستشارين نسعى لتعزيز مثل هذه العلاقة بين الام وبين الابناء حتى يطمئنوا لهم ومن ثم يكونوا لهم خيرة الابناء الصالحين
واذكر من القصص التي لها بصمة لدي، حديث _الجوري فقد تحدثت عن علاقتها مع أمها انها علاقة متينة مبنية على الثقة فأمها هي صديقتها المقربة فيجمعهما الحوار والتفهم
فهي تلجا لها دائما وتستشيرها في الكثير من الامور الحياتية المختلفة وتأخذ بنصائحها كون والدتها لا تشعرها بالتسلط او فرض الآراء ولا حتى الانتقاد والمراقبة انما تشعرها بأنها صديقتها ووجدت لخدمتها متى احتاجت لها
وكذلك حدثتني الكادي وهي فتاة تبلغ من العمر 15 عام
وتؤكد أن علاقتها مع والدتها علاقة صداقة وتفهم كل منهما الآخر وأنها لا تستطيع ان تخفي سرا عنها. وليست صداقة الام فقط بينها وبين البنات دون الأبناء ، فالمثنى شاب في نهاية العشرينات، حدثني عن نوع الصداقة التي تجمعه مع والدته بقوله تفهمني وتتفهمني دائما وتسعي دائما أن تسمعني ليس كأم انما كصديقة لذلك فهي صندوقي الأسود. ويواصل «من الجميل جدا ان تكون الأم صديقة للأبناء لان صداقتها ستكون حقيقية وخالية من المصالح كما أنها نابعة من حب الأم وتضحيتها للأبناء فصداقتها حقيقية جدا ودائمة كونها مقربة للأبناء والأكثر قدرة على تقبلهم وتفهم آرائهم وتوجيههم نحو الوجهة الصحيحة من دون أدني شك في ذلك».
هذا النمط من العلاقة بالأم يمنح الابناء القدرة على مواجهة التحديات وتحمل المخاطر. كما يكسبهم القدرة على تكوين علاقات صحية، ويحميهم من مشاعر الخوف من الرفض لأنهم يعيشون في جو يوفر لهم الحب والتفهم. يُمكن للأم أن تكون صديقة لأبنائها أو على الأقل قريبة جدًا منهم إذا حرص كلٌ منهم على أن تكون علاقة الصداقة ناجحة وضمن إطارها الطبيعي والمنطقي. ولكي تنجح علاقة الأم كصديقة نحتاج لشروط أساسية في العلاقة وهي:
• مشاركة الابناء تفاصيل حياتهم مع الحفاظ على وجود الثقة المتبادلة.
• الحفاظ على الموضوعية والواقعية والحفاظ على الاحترام المتبادل والثقة.
• الحفاظ على مساحة خاصة منفصلة للأبناءوكذلك للأم.
• تقدير الأم لإستقلالية أبنائها في إتخاذ القرارات، وعدم فرض رأيها عليهم بالإكراه.
• قيام الأم بحلول عملية مع أبنائها كي تكسب ثقتهم كأن تحرص على معرفة جميع أصدقائهم أو المقربين منهم على الاقل وبناء علاقة طيبة معهم بحيث يشعر الابناء أن أمهم تهتم بجميع شؤونهم وعلاقاتهم. وقد حدثتني إحدى الأمهات الرائعات انها قريبة جداً من أولادها وأصدقائهم لدرجة أنها أصبحت مكان ثقة لأبنائها واصدقائهم..
• الحفاظ على الحوار الدائم بين الأم والابناء بحيث يكون هذا الحوار مبنيًا على الثقة والاحترام.
اخيراً
أن كل أبن يحلم بل ويتمنى أن تصبح أمه صديقة له وأن تعامله على أساس هذه الصداقة وليست أن تكون مجرد أم له فقط بل أن تكون مقربة لهمومه وتطلعاته وتعطيه النصائح بأسلوب الصداقة وليس الامومة التي تفرض الأثراء وتمليها عليه فقط، الأمر الذي يجعل الابناء يشعرون بالأمان والطمأنينة ومزيد من الثقة بالنفس وبالتالي يتجنب الصداقة مع الآخرين التي قد تحمل في طياتها جانبا سيئا قد يكون في غنى عنه إذا إحتوت الأم أبناءها وأصبحت صديقتهم المقربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى