ارحموا من في الأرض ..يرحمكم من في السماء

بقلم / مها العزيز   

هذه عيديتي؟
المشهد :
داخل إحدى محلات المركز التجاري شاهدت أماً تتسوق مع أطفالها ، وبما أن العيد قربت أيامه فأغلب المتسوقين تكون وجهتهم لملابس العيد .
منذ الوهلة الأولى لاحظت ارتباكاً على الأم فهي تبحث على الركن المخفض وتحاول ان تجد مايناسب أطفالها الأربعة وتارة تشد على يدي أحدهم وتمنعه من لمس الأشياء الأخرى وتارة يشد الطفل الآخر عبائتها لتشتري له ملابس أعجبته وفي غمرة انشغالها هرب طفلها الصغير جهة الألعاب وببراءة الطفل أخذ لعبة أعجبته وجاء الى أمه وأصر أن تشتريها له وهي تحاول أن تفهمه أن يؤجلها قليلاً لأن مالديها من المال لايكفي للشراء الآن وهنا علا صراخ الطفل وبكاءه فهو لا يستطيع أن يستوعب لما تمنعه أمه من شراء اللعبة وهو يقول هذه عيديتي أريد أن أخذها وقفت الأم في حيرة وتركت ما بيدها وخرجت بدون أن تشتري شيئاً.
قد تكون قد شاهدت مثل هذا الموقف وقد لا يستوقف هذا المنظر أحداً ويكون عادياً له ، رغم ذلك يوجد من الناس من يستوقفهم رؤية هذا ويجبرهم على التفكير في ظروف الآخرين وضعف حالتهم المادية ، ففي الوقت الذي قد لايكون الشراء بمشكلة لبعضنا قد يكون الشراء أكبر هم من ليس لديه مايصرف أو أن يكون مالديه ليس بكاف لضرورياته فناهيك عن شراء مشتريات أخرى .
وبما أننا جميعاً نستعد خلال الأيام القادمة بإذن الله بإستقبال يوم عيد الفطر المبارك وقد بدأت في منازلنا الاستعدادات لذلك اليوم السعيد فلنبادر أيضاً بإدخال السرور والسعادة لمن لا تسمح ظروفه بشراء مستلزمات العيد أو يعاني من ضيق اليد لنرى من هم حولنا في المجتمع من أخواننا المتعففين الذين لا تنطق ألسنتهم عن الحاجة ولكن ملامحهم تخبرنا بأحوالهم ليكون العيد يوم بهجة وفرحة للجميع ولا نسمح لدمعة طفل تتساقط لشراء العيدية.
تقدير النعم :
تمتليء موائدنا بما لذ وطاب من النعم لدرجة أصبح البعض منا متعوداً على وجودها وكأنها شيء عادي لا يستوجب الشكر وقد ينسى أن ذلك فضل الله عليه يؤتيه من يشاء فيوجد من هم يتمنون هذه النعم ولا يجدوها فيعرفوا قيمتها و يقدروها ، فتقدير النعم وشكرها يوجب حفظها ونكرانها يكون سبب لزوالها .
المشهد:
في احدى محلات المثلجات الشهيرة والمعروفة دخل أحد البسطاء وسأل عن سعر أصغر حجم لديهم وكأن السعر الذي سمعه لا تسمح ظروفه بشرائه فتوجه الباب الخارجي ليخرج بعد أن شكر البائع ، ففهم البائع رغبته وضعف حاله وجرى خلفه ليأتي به في المحل مرة أخرى ويسأله عن النكهة التي يفضلها ليرد عليه الرجل ” لا أريد شكراً ” وأصر البائع في سؤاله ليرد عليه الرجل ” أي شيء ” فوضع له البائع المثلجات في غطاء العلبة ليأخذها الرجل ويخرج خارج المحل ليتناول كل ملعقه منه بنهم وتلذذ عجيب ، كل ذلك الموقف حدث في دقائق معدودة وبدون أن يثير أي اهتمام من تواجد وقتها ولم يلفت اليه انتباه احد ولكن ذلك الموقف أخبرنا بأهمية النعم التي أنعمنا الله بها وأن نحمد الله عليها فحتى الأشياء البسيطة التي قد تكون تعودنا عليها وتكون بالنسبة لنا ليست ذات أهمية قد تكون غالية هذه التفاصيل لدى البعض لدرجة أنه يتمناها بشدة .
قدروا النعم لتحافظوا عليها .
مواقف كثيرة نمر بحياتنا بعضها يشد الانتباه والبعض منها نقف أمامه حائرين كيف لنا أن نتصرف فوراء كل موقف قصة خفية وحكاية تروى .
الرحمة بضعيفي الحال :
المشهد :
طابور دفع الحساب في احد المراكز التموينية وعاملة المركز قد أخذت دورها لتدفع ثمن بعض الأطعمة التي اخذتها وبعد بحثها عن النقود اكتشفت انها لاتملك قيمتها فطلبت ترجيعها وخرجت بدون أن تشتريها وكان من خلفها فتاة في طابور الدفع وتراقب الموقف وقد عرفت بحاجة العاملة وقلة حيلتها لتدفع حساب أشياءها وتجري وراء العاملة قبل خروجها من بوابة المركز لتعطيها أشياءها مع استغراب العاملة بالموقف الانساني ودعواتها لها .
الاتصاف بالرحمة والانسانية يجعلك تشعر بالراحة الداخلية والاطمئنان ومن نشر السعادة يسعد.

مها العزيز
@mahaalaziz

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى