مهارة التواصل الفعال في التدريس

المقدمة:
أن نجاح العملية التعليمية يقوم على التواصل الفعال بين المعلم والمتعلمين أو بين المتعلمين أنفسهم كذلك، ويبرز من خلالها المتعلم أفكاره وأراءه ويحرص المعلم على رفع مستوى المتعلم والارتقاء به من خلال نقاشات وحوارات مهارية هادفه.
ولتوضيح التواصل الفعال ومفهومه وأهميته لابد من الإشارة اولاً الى نشأته فيما يلي:
تشير الأدبيات إلى أن ظهور الاتصال والاهتمام به وعلاقته في حياة الشعوب ظهرت قبل القرن الخامس عشر قبل الميلاد مستشهدين على ذلك بكتابات البابليين والمصريين القدماء ومن خلال هذه الشواهد بدأت أركان الاتصال تمر بمراحل دعم وتطوير حتى يصبح له نظام وقواعد. (الشاعر، 2015).
ولإيضاح هذه المهارة لابد من ذكر مفهومها فيما يلي:
مفهوم التواصل: التواصل هو التفاعل المتبادل بين الأشخاص المشاركين في الحدث بهدف نقل الأفكار والتجارب وتبادل الخبرات والمعارف بينهم، او احداث تغيير مقصود في السلوك والمواقف الطرف الآخر. ويتم هذا الإجراء العمل وفق آليات وإنما تختلف باختلاف المواقف التواصلية والأطراف متواصلة فيها. (علي، ٢٠١٨).
مفهوم فعّال: معنى فعال اي مؤثر، وحازم، ونافذ. (صراي؛ والشامسي، 2000).
مفهوم التدريس: هو مجموعة من النشاطات التي يقوم بها المعلم في موقف تعليمي لمساعدة المتعلمين على الوصول إلى مجموعة من الاهداف التربوية المحددة، والنجاح ذلك لابد من توفير الوسائل والإمكانات واستخدام هذه طرائق وأساليب معينه. (جامل، 2000).
التواصل الفعال في التدريس: هو اسلوب لتبادل المعلومات بين المعلمين وطلابهم بحيث يمكن إرسالها او استقبالها بطرق عديدة كالكلمة المنطوقة او المكتوبة وهذا ما يعبر عنه (بالتواصل اللفظي) وقد يتم التواصل بوسائل غير اللفظية كالابتسامة حركة اليدين او هز الرأس أو تغيرات الوجه هذا النوع من التواصل يطلق عليه (التواصل غير اللفظي)، وعليه فإن التواصل الفعال يقتضي قدرة الفرد على فهم استيعاب التواصل اللفظي المنطوق أو المكتوب القدرة على فهم تعبيرات غير اللفظية. (عطية، ٢٠٠٨).
يختص التواصل الفعال في التدريس بخصائص عده يذكر منها (دخيل الله، 2014) ما يلي:
1- سيادة العلاقات الإنسانية: يسعى المعلم الفعال إلى تنمية هذه العلاقات بين كافة أطراف العملية التعليمية، على أن يسود هذه العلاقات الاحترام والتعاون وأن تقوم على التفاعل المستمر والبناء مع جميع الأطراف التي لها صلة بالتلميذ وتنشئته.
2-التأهيل العلمي والتربوي للمعلم: المعلم ذو التأهيل العلمي والتربوي أقدر على تفهم حاجات تلاميذه وإشباعها من المعلم غير المؤهل، وأقدر على البحث وتقصي الأسباب التي تسبب مشكلات داخل الفصل والعمل على حلها بالأساليب التربوية الصحيحة.
3- أنها عملية شاملة: تضم عدة عمليات متداخلة وتتعامل مع جهات لها تأثيرها على الطلاب، منها أولياء الأمور، والمعلمون، والمنهج والوسائل التعليمية وحجرة الفصل بما فيها من تلاميذ وأجهزة ومعدات، بالإضافة إلى المراكز والهيئات الاجتماعية الأخرى.
4- أنها عملية معقدة: فهي تتعامل مع عقول وذكاءات متعددة الأبعاد، وأفكار ومشاعر وأنفس مختلفة في رغباتها واحتياجاتها وقيمها الاجتماعية وعلى ذلك فإن من الضروري للمعلم أن يتعرف على كافة التلاميذ داخل الفصل وقيمهم ومستوياتهم ومخاطبتهم وفق هذه المستويات.
5- أنها قادرة على تحديد نوع المشكلات الصفية بشكل صحيح: فهناك مشكلات إدارية: كالحديث الجانبي بين التلاميذ والعدوان والتخريب في الفصل، ومشكلات تعليمية: كعدم القيام بالواجبات المدرسية، عدم إحضار الكتب المدرسية، وكثرة الغياب، مع القدرة على التصرف بناء على نوع المشكلة التي يواجهها المعلم داخل فصله من خلال ما يقدمه من أنشطة تعليمية.
إن أهمية التواصل الفعال في التدريس تظهر على المعلم والطالب وعلى سير العملية التعليمية بشكل كبير ويذكر (العساف، 2016) من هذه الاهمية ما يلي:
– تطور مهارات المتعلم من حيث التواصل والتعامل مع الآخرين والحوار والمناقشة.
– تساعد في تطوير شخصية المتعلم وبناء مهارة اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية وإيجاد حلول بالمشاركة ومناقشة الأفكار وتقبل الغير.
– تبادل المعلومات والمعرفة بشكل قوي وفعّال.
– نقل وتبادل الثقافات واللغات والتعرف على عادات وتقاليد مجتمعية مختلفة.
– يسهل الاتصال التعليمي الخدمات التعليمية وتنفيذ السياسات الموضوعة بشكل فعّال، كما يوفر معلومات وبيانات أكثر لصنع قرارات تصب في مصلحة المؤسسة التعليمية.
-التواصل التعليمي يجعل للمجتمع الحق في إبداء الرأي وتبادل المناقشات التي تخص قضايا التعليم وإصلاحا لمنظومة التعليمية بشكل أكبر.
الاتصال الفعال في الصف يتطلب من المعلم توافر عدة مهارات أساسية يذكر (بركات،٢٠٢١) منها ما يلي:
١-مهارة حفظ النظام والضبط الصفي وهذه المهارة ضرورية لسهولة الاتصال بين المعلم والتلاميذ وفي ضوئها يستطيع المعلم أن يتحكم في العملية التعليمية داخل الصف وهي تتمثل في:
-توعية التلاميذ بالنظام واهميته داخل الصف وتدريبهم عليه.
-استخدام العلاقات بصورة إيجابية كأسلوب في ضبط الصف.
-الحزم والإنصاف أثناء التعامل مع التلاميذ.
٢-مهارة توفير المناخ في الجيد مواجهة حاجات الطلاب وهذه المهارة تعتبر من المهارات الأساسية ف المناخ الصفي الجيدة يساعد على التعلم ويعمل على أشغال التلاميذ في أنشطتهم الصفية مما يقلل مشكلات الضبط داخل الفصل وهي تتمثل في:
-توفير الجو الودي والعاطفي في الصف.
-تقديم الحوافز للأداء المتميز والجيد للتلاميذ.
-تقديم الأنشطة الصفية المناسبة وإشراك التلاميذ فيها مع مراعاة الفروق الفردية بينهم.
٣-مهارة التخطيط قبل بدء التدريس واثناءه وإتقان هذه المهارة يبعد المعلم عن العشوائية وهذه المهارات تتمثل في:
-التحضير اليومي المسبق للموقف التعليمي.
-التأكد من جلوس التلاميذ في أماكن مناسبة لهم.
-توزيع المسؤوليات بين التلاميذ للقيام بأنشطة صفية ولا صفية.
٤-المهارة التعليمية وأساليبها وهذه المهارة تعمل على شد انتباه التلاميذ وتشويقهم للمادة الدراسية مما يقلل من الملل والمشتتات الخارجية التي تعمل على جذب التلاميذ نحوها مما يؤدي إلى حدوث مشكلات داخل الفصل واعاقة عملية الاتصال وتتمثل في:
-تفسير الأمور الغامضة المتعلقة بالدرس.
-التنويع في استخدام الوسائل التعليمية.
-التسلسل في عرض المادة العلمية أثناء شرح الدرس.
٥-مهارة تنظيم وترتيب الصف وهذه المهارة يتوقف عليها رغبات التلاميذ في الجلوس في أماكنهم والقيام بالمهمات التعليمية فكلما كان الصف منظما ومرتبا كانت رغبة الطالب في الجلوس فيه أطول مدة ممكنة وهذه المهارة تتمثل في:
-مراعاة وجود ممرات مناسبة بين المقاعد تسهل عملية التواصل بين المعلم والتلاميذ.
-توفير التهوية والإضاءة الجيدة للفصل الدراسي.
-توفير رؤية جيدة للتلاميذ.
للتواصل الفعال معوقات لابد من توضيح بعضاً منها كما ذكرها (بركات، ٢٠٢1) فيما يلي:
١-الكتابة بحروف صغيرة على السبورة من الصعب على التلاميذ قرأتها.
٢-الأخطاء المطبعية والإملائية والنحوية في الدرس والتي تؤثر تأثيرا سيئا على درجة استجابة التلاميذ.
٣-الكلمة الواحدة التي تحتمل معاني عدة فلابد من إيضاحيها.
٤-أن يتضمن شرح الدرس الفاظاً صعبة وغير مفهومة.
٥-عدم قدرة المعلم على التعبير الواضح والصياغة السليمة لعباراته شفهياً او كتابياً.
٦-عدم اختيار المعلم الوقت المناسب لنقل الرسالة نتيجة ضغوط العمل مما يحد من قدرة المستقبل (التلاميذ)على تفهمها
٧-كثرت مقاطعة المعلمة أثناء الشرح.
٨-زيادة عدد التلاميذ في الفصل قد يعوق عملية الاتصال الفعال بينهم وبين المعلم.
الخاتمة:
إن الاتصال الفعال هو أساس التدريس الجيد، وبدون هذا الاتصال يصعب على الأستاذ ايصال المعلومات للتلاميذ، كما إن كل من تعلم المهارات المعرفية والحركية يتوقف على الشرح والتواصل الفعال بين المعلم وطلابه، وتطور المهارات الاتصالية الفعالة لا تساعد في عملية المهارات فقط، بل تساعد الأستاذ على كل ما يقوم به من أدوار أثناء الحصة وخارجها لذا فمن اهم مهارات التدريس الجيد التي لابد للمعلمين الاهتمام بها والالتحاق بالدورات التثقيفية بها هي مهارات التواصل الفعال.
المراجع:
بركات، محمد. (2021، سبتمبر). مهارات الاتصال والتعليم. الموجه التربوي.
https://almuajih.com/2021/09 /مهارات-الاتصال-والتعليم/
جامل، عبد الرحمن عبد السلام. (٢٠٠٠). طرق التدريس العامة ومهارات تنفيذ وتخطيط عملية التدريس. دار المناهج للنشر والتوزيع.
دخيل الله، دخيل بن عبد الله. (2014). المهارات الاجتماعية تعليم وتدريس المهارات الاجتماعية. العبيكان.
الشاعر، عبد الرحمن إبراهيم. (2015). مهارات الاتصال. دار صفاء للنشر والتوزيع.
صراي، حمد محمد؛ الشامسي، يوسف محمد. (2000). المعجم الجامع. مركز زايد للتراث والتاريخ.
العساف، عبد الله خلف. (2016). ثقافة التواصل الفعال. العبيكان
عطية، محسن علي. (٢٠٠٨). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان، دار صفاء للنشر.
علي، خديجة حاج. (٢٠١٨). إستراتيجية التواصل الناجح بين مهارات المعلم وكفايات المتعلم. رسالة الدكتوراه. جامعة عبد الحميد ابن باديس. الجزائر.
إشراف أ.د. حمد عبدالله القميزي
أستاذ المناهج وطرق التدريس
جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز