مها العزيز تكتب لـ “درة” | زيارة لا تنسى …بدار الرعاية

بقلم/ مها العزيز  

سيقوم فريقنا التطوعي بإذن الله بزيارته المعهودة لدار رعاية الآباء والأمهات
وهدف هذه الزيارات هو إضفاء روح السعادة والبهجة في قلوب فئة عزيزة وغالية على قلوبنا وهي فئة كبار السن آباء وأمهات الدار وقضاء وقت ممتع معهم ، وتصاحب هذه الزيارة فعاليات ترفيهية متعددة هدفها اسعاد الآباء والأمهات وادخال الفرح والسرور في قلوبهم وقلوب من يهتم بشؤونهم .
وتعد زيارتي الاولى للدار زيارة استثنائية جعلتني أتعلق بالدار وبساكتيها من آباء وأمهات الذين ينتظرون من يأتي حباً لهم ولزيارتهم ، الدار التي ضمت بين جدرانها قصص ساكنيها وحضنت مشاعرهم واحتضنتهم واذكر لكم هنا قصة احد آباء الدار …
لعل منكم من يستطيع ان يذهب لزيارتهم بين حين وآخر ويشاركهم مشاعرهم فهم دائماً في انتظار من يتذكرهم ويأتي لزيارتهم .
عم أحمد أحد الآباء من ساكني الدار ، يتجاوز السبعون عاماً حفرت الأعوام على وجه تجاعيد الزمن اعلى وجه ابتسامة وهو يستقبل الزائرين وضيوف الدار ، قالها مشرف الدار عم أحمد يحب الضيوف وعند علمه بزيارة الضيوف او مناسبة يكون اول المستقبلين لهم ويرحب بهم .
كانت لنا زيارة رسمية للدار وللوقوف على أحوال ساكنيها وقد قمنا بالجولة بين اقسام الدار والصالات ورأينا الرعاية الطبية الفائقة التي يتم تقديمها للساكنين من الآباء والأمهات كما رأينا الاهتمام بالتفاصيل وبطرق توفير سبل الرعاية واسعادهم بكل الطرق ، فعلاً فقد وفرت حكومتنا لمواطنيها بجميع فئاتهم واعمارهم كل سبل العناية والاهتمام وبعد أخذنا للجولة صادفني فيها عم أحمد وهو يقول تفضلوا الى غرفتي شرفوني بالزيارة أضيفكم فيها فأنتم ضيوفنا ، وهنا أسر لنا المشرف بأنها طريقة عم أحمد الترحيبية مع ضيوف الدار ولن يتركنا قبل أن نكمل الزياره في غرفته المتواضعة وكان له ذلك حيث أخذنا اليها من بين دهاليز الدار الى غرفة بسيطة في نهاية الممر
مررنا بصالة داخليه ورأينا مجموعة من الآباء وهم حول طاولة دائرية منهم من انشغل بلعب الشطرنج و منهم من يشاهد مباراة بالتلفاز وكان أحدهم على طرف الصالة وهو في زاوية المكتبة يقرأ كتاباً سألت عنه المشرف قال انه مثقفنا الكبير يحب القراءة وينفرد بنفسه في زاوية المكتبة كان المبنى استثنائياً فيه جميع ما قد يحتاجوه ساكني الدار وصلنا الى غرفة عم أحمد وهو يؤشر بيده على لوحاته وصوره وزرعه الذي زين به غرفته ولاحظت وجود قفص صغير فارغ فسألت عنه فعلمت انه كان به طائراً قد مات قبل فترة وكان عم احمد يحبه حداً ويهتم به وحزن لموته ، كانت الفرحة لا تسعه وهو يخبرنا عن قصة كل رسمه وصوره وهو سعيد بوجودنا في غرفته ، وضيفنا بقهوة قد صنعها بنفسه وبعد ان استمتعنا بشرب القهوة شكرنا عم أحمد وأستئذناه لاكمال مهمتنا وهي زيارة أجنحة الدار وساكنيه . تذكرت وانا اتجول في الدار ان هؤلاء كبار السن لا ليست لهم عائلة أو ورثة فما أشد ذلك على الانسان ان يكون وحيداً بالحياة وتذكرت نعم الله علينا ودفء العائلة وضجيج الأبناء والمشاحنات والاعتذارات كل شيء له اهمية وقيمة في الحياة فهذه نعم لا تعد ولا تحصى وننسى ان نشكرها ونحن في طريق العودة نستعد للخروج من الدار سلم علينا عم احمد ليودعنا كما استقبلنا عند الدخول وقال لنا لا تقطعوا الزيارة ولا تتأخروا علينا ولا تنسونا فقلت له بإذن الله …لن ننساكم .

زر الذهاب إلى الأعلى