مها العزيز تكتب لـ “درة”| التربية المتلاشية

بقلم / مها العزيز  

لم يتغير الزمن فحسب ولكن تغيرت معه معالم الكثير من الأشياء والتصرفات وخاصة ما تخص الأسرة والمجتمع فمعظم الناس تغيرت طريقته في الحياة وتوجهه فيها ، حيث نفضوا الماضي وما كانت عليه تربيتهم كما ينفض الغبار من على اللباس ، اكتسوا عادات دخيلة لم تكن موجودة ومعروفة ومنهم من اتبع ما يقال طرق حديثة في الحياة والتربية وطبقوها في أبنائهم ، منها ماهو بمفهوم ( افعل ما شئت فلا محاسب ، واطلب ما شئت فإنك الآمر )
او يرفع شعار ( أنت حر فيما تفعل ) وإحدى الشعارات تقول وهي مقولة بعض الأمهات اللاتي نفضن هم التربية وهي تحدث عن أطفالها (فليتركوني بهدوء وليأخذوا وينشغلوا بما شاءوا بعيداً عني )
بعض الشعارات لايكون رفعها علناً فقط ولكنها تكون عملاً وتنفيذاً والتي نتيجتها تكون وخيمة وقد تكون وصمة عار لاتنسى .
أصبح الأطفال والمراهقين يعبثون في الأجهزة والشوارع بلا حسيب أو رقيب ، أصبح هم آبائهم إسكاتهم بدلاً من الإنصات اليهم أصبحت التربية للبعض هم ثقيل وأصبح شاغلهم الأوحد للكثيرين حياتهم الشخصية وحريتهم الخاصة أكبر من هم أبنائهم ومصيرهم فإلى أين ايها الأولياء ؟
نرى أطفالاً مع العاملات واجهزة إلكترونية نلهيهم بدلاً من أحضان الأمهات وزيادة على ذلك تعودهم على العاملات أكثر من أمهم فما سيكون المصير ؟
مع انشغالات الحياة اصبحت الأم تعطي اعذار الانشغال والاب يعطي اعذار الأعمال فهل يوجد ماهو أهم من الأبناء ؟
حفيقة ؛
زادت امراض التوحد والعزلة والاكتئاب لدى الصغار والمراهقين بسبب هذا الاهمال والجلوس الغير محدد لساعات طويلة على الأجهزة !!
عدم المراقبة لهم يجعلهم معرضين أن يشاهدوا لبرامج مسيئة ومناظر مخلة فما سيكون مصير تلك العقول الصغيرة ومن يأخذ إثمها ؟
أمراض العصر بدت تغزو اجساد الصغار والشباب بسبب الجلوس وعدم الحركة فمن هو السبب في ايذائهم ؟
تصرفات طائشة وأخلاقيات سيئة فلا موجه او مصحح لهم فمن السبب ؟
همسة :
لكل أم وأب مسؤوليتكم لم تنتهي بولادة أبنائكم بل بدأت فاكملوا مسؤوليتكم وأمانة ربكم على أكمل وجه لكم قبل فوات الأوان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى