عيدة العنزي تكتب ل “درة” | نعمة الوعي

بقلم / عيدة العنزي  

ذروة الوعي: نقيض نعيم الجهل.
تكمن سعادة الإنسان الحقيقية في لحظةٍ يدرك فيها ذاته والعالم من حوله بصفاءٍ نادر. حين يصل إلى تلك الحالة من الإدراك العميق، ويعي ما يدور في داخله من صراعات، وما يجري حوله من أحداث، يكون قد بلغ ما يُعرف بـ”ذروة الوعي” — وهي أعلى مراتب الانتباه والفهم، وأسمى درجات الحضور الذهني.

يمنحنا كل صباح فرصة جديدة لنقترب أكثر من وعينا الحقيقي، لنفهم أعماقنا، ونكشف خبايا حياتنا التي ربما عشناها طويلًا دون أن ندرك جوهرها. لكن بلوغ ذروة الوعي لا يحدث صدفة، بل هو خيار ومسار، يتطلّب من الإنسان أن يختار نقطة في حياته، جانبًا معينًا من ذاته، ويقرّر أن يكون فيه أكثر وعيًا، أكثر حضورًا، وأكثر مسؤولية.
كما يشهر المحارب رمحه في وجه العدو، فإن الشخص الواعي يشهر فهمه وإدراكه في وجه الجهل .
في هذه الرحلة، عليه أن يختار جانبًا من حياته يحتاج أن يكون فيه أكثر وعيًا، ثم يتّخذ خطوات عملية توصله إلى ذلك المستوى، ليتمكّن من التعامل مع مواقفه الحياتية بوعي، ويُغيّر واقعه نحو الأفضل.
الوعي ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة وجودية. فمن دونه، قد يُحرم الإنسان من التقدّم في حياته الشخصية، أو التفاعل الصحي في مجتمعه، أو حتى التطور في مسيرته المهنية والفكرية.
لقد كرّم الله الإنسان عن سائر خلقه بأعظم وأجمل النعم، وأهمّها: العقل، ومن هنا جاء الوعي والإدراك، اللذان هما ينابيع ردّات فعل المرء إتجاه الأشياء.

هل جميع الناس على ذات الدرجة من الوعي؟
الحقيقة أن الوعي يختلف من شخص لآخر، فلكل إنسان تجربته، وبيئته، ومعتقداته، وعاداته.
وتحديدًا العادات تلعب دورًا محوريًا في صعود الوعي أو هبوطه.

يتفاوت وعي الإنسان من شخص إلى آخر، مما يجعلهم على مستويات مختلفة.
ومن أبرز الأسباب التي تؤثّر في رفع أو خفض مستوى الوعي: العادات.
انظر إلى عاداتك اليومية في جميع جوانبك
مالذي يشعرك بالتحسن ومالذي يجعلك نسخه افضل .
ان العادات مرتبطة بشكل مباشر في التغيير والإدراك
الإنسان الواعي لا يدّعي الكمال، بل يدرك نقصه، ويختار أن يتعلّم.
يدرك خطئه، ويتّخذ قرارًا شجاعًا بتصحيحه.
يشعر بعجزه، ويعمل ليكون أقوى.
يعترف بفقره، ويشقّ طريقه نحو الثراء.
يدرك تسيّبه، ويقرّر أن يتحمّل المسؤولية.

أقوال ملهمة في الوعي والإدراك:
• “الوعي هو ضوء ينير دربك في متاهات الحياة، وبدونه، كل خطوة قد تكون خطأ”
— جبران خليل جبران
• “أدركت أنني عندما أغيّر ذاتي، يتغيّر كل شيء من حولي”
— إيكر تولّي
• “أنت ما تفعله مرارًا وتكرارًا، لذلك فإن التميّز ليس فعلًا، بل عادة”
— أرسطو

ذروة الوعي ليست هدفًا بعيدًا، بل هي وجهة قريبة، يبدأ الإنسان في السير نحوها عندما يختار ويسعى لتغيير واقعه بإدراك عميق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى