مفرق طرق

أخي القارئ ،، أختي القارئة/

هناك مايُحاكي جاذبية الإنسجام بين الأشخاص سواء في صفات ، أو أفعال ، أو حتى تفكير ، أو توارد خواطر نفسها ، وكأنه هو .

إنسجام من نوع خاص وفريد تحس معه وكأنك هو ،، فتقول : ” هذا أنا ”
فيقول : ” هذا أنا ” لكن فقط مع إختلاف الاسم وغيره.

لكن! مع هذا الإندماج والتشابه ممكن أن نختلف !كيف؟

نختلف معه في شيئ ما ويكون هناك فرق جليّ واضح يميزكم عن بعضكم .
فلقد انفرد الإنسان بتفكيره الخاص ، وقوة تركيزه ، وعمق شعوره ، وقوة إدراكه ، ليأتي آخر يتصف بنفس صفاته ويماثله لينتهي الطريق بالظن أنهم واحد لاينفصل ليتفاجئ في الحلقة الأخيرة أنه يخالفه ، يغايره ، ويختلف عنه تمامًا في تصحيح فكرة أو قول .. فالبعض يفهم الانسجام بمفهومه الخاص وبمنظوره الشخصي أنه الإحتكار له فلا يعرف ان هناك مفرق طرق ولربما يعرف لكنه يتعامى !

فخلاصة القول / مع التشابه لابد من الإختلاف في طرق ومناحٍ أخرى مغايرة .

إذًا أعزائي القراء /
صحيح نحن نتشارك ونتماثل في أمورٍ شتى لكن هذا لايعني أن نكون نسخة طِبق الأصل ، أو أكون ظلك !!!
فهناك مفرق طريق يأخذني لما أحب أن أكون …
فالإختلاف بيننا ربما نفع وليس ضر ،

مثلًا : السيارة نعم تسير وأمامها احتمال طرق متشابهه لكن! عندما تريد الإنعطاف تعرف ماتقرر ماإن تريد هذا المفرق أو ذاك فلا تذهب لما يخالف سيرها ووجهتها .

العجيب هناك من يساير شخصا ويماثله بكل وجهات النظر والآراء والأفكار وهو يتحامل على نفسه ويتحمل ويجامل على حساب نفسه مع أن تلك الأمور لاتتوافق مع نظرته وقراره فقط لأجل أن لا يغضب او يتركه أويحمل عليه!!!!

فلأقل لك وأهمس في أذنك :
المخلوق خلق حرًا بتفكيره،، حرًا بإرادته ،، حرًا بأعماله ، ليس مستعبدًا لأجل أحد خلقه الله حرًا طليق .

أيها القراء الكرام/

لاتنخرط مع الآخرين بما فعل وقول مايريدون ومع هذا تخشى عليهم ناسيًا نفسك وعقلك وفكرك لاتسلم لهم كل شيئ فتخسر كل شيئ .

من سيبقى معك كما أنت؟
إلا من رحم الله.
من يُقدّر لك هذا الجهد؟
إلا من رحم الله.
من يعمل مثلك على الأقل لأجلك كما كنت أنت؟
إلا من رحم الله .

في النهاية:-
( لاتنزوي وتنطوي عن الآخرين وتجاري الناس لكن أعطي ماعندك وخذ ليس فقط تعطي بلا أخذ ،،
ولا تستسلم ولا تسلم مقاليد أمورك وكأنك بلا تفكير وذات ولاتنسى الحياة طرق ولكل منها مفرق يخرج الإنسان من حيث أيهما شاء فله إختيار وإسلوب ) .