كن الغائب الحاضر في القلوب

بقلم / ابتسام الزهراني  

البصمة ليست مجرد علامة الإبهام في ظاهرها الملموس بل هي في الحقيقة علامة معنوية تميزنا عن الأخرين
البصمة التي أعني بها هنا !!!
هي بصمة الذكر الجميل والأثر الطيب والسمعة الحسنة للإنسان
وهي أثرًا سٌيخلد ذكراه لك بعد الوفاة ، فمن فعل ذلك كان أطول الناس عمرًا بسيرته وذكره الطيب بعد موت جسده الفاني. فيترحم عليه أهل الأرض، ويدعون له بالخير عندما يُذكر اسمه على مرّ الأيام والأعوام بكل زوايا الأرض التي مر بها .
فلنحرص على ترك بصمة ايجابية في مجتمعنا بشكل عام وفي علاقاتنا الاجتماعية مع الأخرين بشكل خاص
وان نبقى الغائب الحاضر في القلوب.
وكثير منا في هذه الحياة قد لامس ذلك فيمن تركوا بصماتهم في حياتهم الشخصية والمهنية قبل الممات وبعده وهناك من يبقى له البغض في الأرض ، والذم من الخلق.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم ** وعاش قوم وهم في الناس أموات.
الأنسان بطبيعته يٌحب الشرف ويحرص على بلوغه وأعظم الشرف أن يكون للإنسان ذكرٌ جميل وسمعةُ طيبة يذكرونه بها.
هناك من يتذكره الناس بالخير في حياته حتى أنهم يحرصون على بقاء كل حبال الوصل بينهم وبينه ولو بالدعوات الصادقة ولو ابتعدت اجسادهم و للأسف بالمقابل هناك مثلاً من يفرح ويبتهج الناس بترك مسؤوله للعمل , لأنه لم يراعي يوماُ ضميره ولم يؤدي امانة عمله بكل اخلاص , ولأنه غلبت مصالحه الشخصية على مصالح العاملين بمؤسسته .
فالمنصب والولاية أمانة ومسؤولية عظيمة، وخزي وندامه يوم القيامة لمن لم يؤدّ حقها، إن كل مسؤول سيسأل يوم القيامة عن مسؤوليته التي كٌلف بها، وعن من تحته من رعيته وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
فاحرص على أن تضع بصمتك في ميدان العمل والعطاء و ليكن لك ذكرى جميلة في كل مكان مررت به بجميل الأفعال والأقوال
قراؤنا الكرام :- من أراد أن يطبع بصمته الأخيرة في الحياة لن توقفه صعوبات الحياة وسيسلك دروبها ويتجاوز اسوارها وسيسعى ان يمتلك القلوب بجمال الأسلوب لا بكسب المواقف
واذا علم الانسان حقيقة وجوده بأنه ليس مجرد عابر سبيل في هذه الدنيا الفانية ، وأنه مغادر لها عاجلاً أم آجلاً واستوعب أيضاً بأن الحياة هي تفاعل وانسجام مع المحيطين به لعمل ساعيا بكل جهده ان يخلق علاقات صحية وايجابية , في مجاله وأبدع وترك له بصمة في الحياة سواء كان عملياٌ أو اجتماعياً، ، ولنعلم يقيناٌ بأنه ليس هناك متعة قد تشعر بها أجمل من تلك المشاعر التي تصلك عندما تفتخر أنك قدمت شيئاً يستحق التقدير بعد رحيلك , والأجمل عندما تؤمن بمعادلة العطاء الرباني بانك بقدر ما تعطي من حولك سيعطيك الله ويرضيك
قراؤنا الاعزاء :* لو سٌئلتم يوماً ما الذي كنتم تتمنون تركه بعد رحيلكم من هذه الدنيا !!!
المال أم الجاه ؟؟؟
لاخترتم بقاء الذكر الجميل ، واستمرار الأثر الحسن والصيت الطيب ، و الحمد لله بأن هذه النعمة العظيمة يختص الله بها من يشاء من عباده
وختامها ذكرى جميلة بقلبي من ذكريات حفرت داخل أعماقي، وصورٌ حُفظت في العيون ،و حنين عظيم بالقلب ..
ويكفيني أنهم تركوا أثراٌ طيباُ في قلبي ومازال تذكرنا للأوفياء منهم ولذكراهم الجميلة التي ما زالت باقية معنا في قلوبنا وأرواحنا
واحمد الله دائماً وأبداً على هذا الرزق العظيم والكنز الذي اسال الله ان لا يفنى
أما بالنسبة لبصمتي فأنا أتمنى أن أكون تركت بصمتي فيما ما أمتلكه من ابتسامة صادقة وأ ثرا ً طيب تركته في الدروب والقلوب .
اللهم اجعلنا مثل غيمة مرت ثم روت ثم ولت ثم انبتت نباتاً طيباً وعمّ خيرها للجميع.

‫2 تعليقات

  1. تسلم الايادي
    ???????
    فعلا مثلكِ انتِ تركتي في حياة معلمات زينب اثر
    لن ننساه ابدا وذكريات جميله

  2. الحمدلله الذي انعم علي برفقة امثالك معلمتي القديرة صالحة واسال الله ان يسخر لك الخير واهله اينما كنتي وشكراً لمرورك العاطر ولدعمك الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى