تكبير الخط ؟
أكدت دولة الكويت أن عمليات المصالحة تتطلب دعما مستمرا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي واصفة إياها بأنها شائكة وطويلة الأمد الا ان نجاحها يحقن الدماء ويجنب الدمار والخسائر.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت التي القاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الثلاثاء في جلسة لمجلس الأمن حول دور المصالحة في صون الأمن والسلم الدوليين.
وأوضح مندوب الكويت ان عملية المصالحة تتطلب ضمان مشاركة المجتمع المدني ووسائل الاعلام لافتا الى ان وضع استراتيجية إعلامية لتوعية وتشجيع افراد المجتمع على تجاوز حالة النزاع إلى حالة التعايش السلمي امر لا غنى عنه في عالم اليوم.
واشار الى ان مجلس الامن عقد خلال السنوات العشر الماضية العديد من المناقشات حول أهمية أدوات الدبلوماسية الوقائية كالوساطة في حل النزاعات.
وأوضح أن مسألة المصالحة تحظى ببعد هام جدا للوصول إلى التعايش السلمي بين المجتمعات بعد انتهاء الصراع مشيرا إلى أنه “لكي تنجح المصالحة هناك متطلبات عديدة تحتاج من المجلس مزيدا من الاهتمام”.
وشدد على أن المصالحة تعد من أهم عناصر ومراحل النهج الشامل للحفاظ على السلام وبناء السلام موضحا أنها عنصر أساسي وحيوي في ضمان السلام المستدام لكن نجاحها مرهون بعده عوامل مصاحبة بما فيها المساءلة والعدالة الانتقالية أي ضمان عدم افلات المذنبين من العقاب.
واضاف أيضا ان نجاح المصالحة مرهون باحترام حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني وإعادة التأهيل وإعادة الادماج وتسليم السلاح.
وتابع “وبالنسبة للضحايا فيتوجب تقديم الدعم والمساندة المطلوبة وإعادة تأهيلهم مع التأكيد على الملكية الوطنية لأي عملية مصالحة تتم”.
واكد السفير العتيبي اهمية ان توضع استراتيجية متكاملة للمصالحة مدعومة بتدابير بناء الثقة بين كافة الأطراف المعنية مشيرا إلى أن الحوار يتطلب تقديم تنازلات وتضحيات ومرونة وترك الماضي وتضميد الجراح والمضي قدما بتفاؤل وإرادة سياسية جادة.
وافاد بان الامم المتحدة تمتلك العديد من الأدوات التي تمكنها من قيادة دور أساسي في عمليات المصالحة مؤكدا أن عمليات حفظ السلام من أهم هذه الأدوات التي طالما مارست هذا الدور منذ عام 1948.
ولفت السفير العتيبي الى ان عمليات السلام حققت نجاحات في عدد من الدول فيما واجهت بعض التحديات في البعض الاخر منها مشيرا إلى أنه تقع على عاتق المبعوثين الخاصين للأمين العام وممثليه مسؤولية تهيئة الأجواء للبدء في حوار يفضي إلى مصالحة ناجحة.
واشار الى اهمية تسليط الضوء على دور لجنة بناء السلام التي تلعب في غالب الأحيان دورا أساسيا وحيويا ايضا في هذه العملية وذلك من خلال تقديم المشورة واقتراحات استراتيجية متكاملة لبناء السلام والانتعاش بعد الصراع وعلى وجه الخصوص للتشكيلات القطرية الخاصة بدول معينة.
ودعا الى المساعدة على ضمان تمويل يمكن الاعتماد عليه لنشاطات انتعاش مبكرة واستثمار مالي مستدام على المدى المتوسط والطويل لاسيما من خلال لجنة بناء السلام الوثيق مع صندوق بناء السلام.
وبين السفير العتيبي أن هناك بعض الدول قامت بدور كبير من أجل تهيئة الأجواء لإبرام مصالحة مشيرا إلى أن بناء شراكة مع هذه الدول وتعاون الأمم المتحدة مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية التي ترعى عملية مصالحة محددة امر ضروري للغاية.
واضاف ان عملية المصالحة يجب ان تكون ذات طابع شمولي مع عدم تجاهل احتياجات وشواغل المرأة والشباب واللاجئين والمشردين داخليا مؤكدا أهمية الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي تضطلع به المرأة في كافة مراحل بناء السلام والاسهامات التي يمكن أن تقدمها في صنع وتنفيذ استراتيجيات المصالحة.
واوضح انه لا يوجد هناك نموذج واحد للمصالحة انما لكل حالة خصائصها وفقا لطبيعة النزاع محل البحث والابعاد التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بنشوب هذا النزاع. وأعرب مندوب الكويت عن تطلعه لرؤية التوقيع على اتفاق سلام ومصالحة وطنية في كل بؤر الصراع المدرجة على جدول اعمال مجلس الأمن في سوريا واليمن وأفغانستان وغيرهما من مناطق الصراع وان يسدل الستار عن مرحلة مأساوية من النزاعات والبدء بمرحلة تحمل آفاق جديدة من الأمل من أجل بناء واعمار مستقبل أفضل لشعوبهم.