مها العزيز تكتب لـ “درة” | اجبر الخواطر تجبر
تطييب الخواطر وجبرها عبادة لا تضاهيها عبادة أخرى فهي خلق إسلامي يتصف بالرحمة والإنسانية وهي التي تجعلك تضع بلسماً على الجرح أو تغيث ملهوفاً أو تطيِّب خاطراً أو تمسح دمعاً .
فالإحساس بآلالام الآخرين ومحاولة إسعادهم أو الوقوف بجانب أحدهم في قضاء حوائجه عمل لايقوم به إلا من اختاره الله ليكون جابراً لكسرهم معيناً لهم ويقول الإمام سفيان الثوري: “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم .
والجبر مشتق من اسم من أسماء الله الحسنى ( الجبَّار ) فهو سبحانه من يجبر الفقير بالغنى والمريض بالصحة والحزن بالفرحة ويلئم كل جرح
ويبعث الطمأنينة والأمل بالقلوب ويسعدها .
وبعض الناس قد اكتسب من الاسم صفاته فقد يكون اسمه جابر وهو بالفعل جابراً للخواطر سائراً بين البشر كالبلسم يداوي الجروح وقائم لقضاء حوائج الناس لا يبتغي من وراء اسعادهم سوى الأجر من رب العالمين وكما تقول المقولة ( اجبر تجبر )
فمن زرع سيحصد الثمر ومن جبر سيجبر يوماً
وكما هي المقولة المشهورة بين الناس: من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر.
فإن كنت جابراً للخواطر فاطمئن فإن بجبرك للمكسور والملهوف سيعوضك الله خيراً وستجبر في وقت انت تكون بأشد الحاجة الى الجبر فلا أجمل ولا أسعد من عبادة جبر الخواطر .
فليجعلنا الله من الجابرين للخواطر محبين للخير وأهله .