الحضور الفاخر
الأشواق في قلوبنا لضيفٍ قادم لا تضاهيها أشواق، ضيفٌ حضوره فاخر ، يحمل في ثنايا حضوره أعظم تقديس خُلِقَ له ابن آدم ، أوله رحمة و وسطه مغفرة و آخره عتقٌ من النار .
ضيفٌ بمجيئه تُفتح أبواب الجنان و تُغلق أبواب النيران، و تُصفد جوارح الشيطان .
ضيفٌ محمل بالروحانيات والطاعات، إنه شهر من أفضل الشهور ، رائحته تغسلُ ما في النفوس من ضيقٍ و نفور ، نوره يشعُ على الناس بكل خيرٍ و سرور ، فيلين الجانب و يتحقق الخشوع المطلوب ، و يُسيطر به على اللسان ، نجد الراحة في تراويحه حين نقف طويلاً بين يدي الرحمن ، صلاة ركعاتها تريحنا و سجداتها على الأرض ترفعنا .
أحبتي إن صمتم فليصم معكم سمعكم و بصركم و لسانكم ،
فما أفسدته شهور العام في أرواحنا ؛ تصلحه ركعات ، سجدات ، صدقات ، و سباق في الخيرات ، شهر يقوي الإرادة فيكبر المرء في عين نفسه و تصغر ملذات الدنيا من حوله.
رائحة رمضان توسع مداركنا فننظر إلى من حولنا من محتاج و نتفقد أحواله ، باغينا في ذلك جنة عرضها السموات والأرض . نتطلع فيه الى بلوغ ليلة القدر ، نخرج الزكاة و نختم القرآن ، صدقات تخرجها يمينك فلا تعلم بها يسارك ، انه شهر الجهاد مع النفس، شهر شعور و استشعار برحمات الله و مغفرته ، هذا الشعور يسيطر على الروح و يغرس الأمان .
يبقى الشوق لرمضان يتكرر كل عام ،
اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا ، و اجعله اللهم شهراً تتبدل ذنوبنا حسنات ، و همومنا أفراح.
أسال الله أن يبلغنا وإياكم هذه الأيام و لياليها، ليس بلوغها فحسب. بل بلوغها و تمامها ، و أن يتقبل منا و منكم صالح الاعمال .
كل عام وأنتم الى الله أقرب وعلى طاعته ادوم ومن الجنة أدني وأقرب وعن النار أبعد ولفعل الخيرات اسبق ولسنة النبي الزم.