الحضور الفاخر

بقلم : نهيه بنت راشد  

الأشواق في قلوبنا لضيفٍ قادم لا تضاهيها أشواق، ضيفٌ حضوره فاخر ، يحمل في ثنايا حضوره أعظم تقديس خُلِقَ له ابن آدم ، أوله رحمة و وسطه مغفرة و آخره عتقٌ من النار .
ضيفٌ بمجيئه تُفتح أبواب الجنان و تُغلق أبواب النيران، و تُصفد جوارح الشيطان .
ضيفٌ محمل بالروحانيات والطاعات، إنه شهر من أفضل الشهور ، رائحته تغسلُ ما في النفوس من ضيقٍ و نفور ، نوره يشعُ على الناس بكل خيرٍ و سرور ، فيلين الجانب و يتحقق الخشوع المطلوب ، و يُسيطر به على اللسان ، نجد الراحة في تراويحه حين نقف طويلاً بين يدي الرحمن ، صلاة ركعاتها تريحنا و سجداتها على الأرض ترفعنا .
أحبتي إن صمتم فليصم معكم سمعكم و بصركم و لسانكم ،
فما أفسدته شهور العام في أرواحنا ؛ تصلحه ركعات ، سجدات ، صدقات ، و سباق في الخيرات ، شهر يقوي الإرادة فيكبر المرء في عين نفسه و تصغر ملذات الدنيا من حوله.
رائحة رمضان توسع مداركنا فننظر إلى من حولنا من محتاج و نتفقد أحواله ، باغينا في ذلك جنة عرضها السموات والأرض . نتطلع فيه الى بلوغ ليلة القدر ، نخرج الزكاة و نختم القرآن ، صدقات تخرجها يمينك فلا تعلم بها يسارك ، انه شهر الجهاد مع النفس، شهر شعور و استشعار برحمات الله و مغفرته ، هذا الشعور يسيطر على الروح و يغرس الأمان .
يبقى الشوق لرمضان يتكرر كل عام ،
اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا ، و اجعله اللهم شهراً تتبدل ذنوبنا حسنات ، و همومنا أفراح.
أسال الله أن يبلغنا وإياكم هذه الأيام و لياليها، ليس بلوغها فحسب. بل بلوغها و تمامها ، و أن يتقبل منا و منكم صالح الاعمال .
كل عام وأنتم الى الله أقرب وعلى طاعته ادوم ومن الجنة أدني وأقرب وعن النار أبعد ولفعل الخيرات اسبق ولسنة النبي الزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى