قطران

بقلم/ د. أديم بنت ناصر الأنصاري  

فإن أك أسودا فالمسكُ لوني
وما لسوادِ جلدي من دواءِ
ولكن تبعدُ الفحشاء عني
كبعدِ الأرض عن جو السماء

أبيات لم يقلها عنترة بن شداد فحسب ، بل يستشهد بها
مسك بطل مسرحيتي الشعرية ( القطران )
مسرحية كان الشعر لغة حوارها في كافة المشاهد
مسك : لا لم يعد وجعي ليوجع بعد الوجعْ
……..
رضوان : وجع توجّع وجعُه في موجَع متوجّعِ
مالي أراك كشاعر متحذلق متفيهق متنطِعِ

مسك
يا كيف أهدي وردةً والشوك يملأ
روضتي.
أدل ِ بدلوك كي أموت َ بغصنها
فأكون َ أول قاطف
جرحت كفوفَه وردةٌ
ليموت َ
قبل الوردة ِ
يا قطعة من مقلتي من مهجتي
هلا ّ رحمت الحال
ثم أذبت باقي القطعة ِ .
هو خاتم أم خنجر ٌ أم حسرةٌ
في حسر ة ِ في حسرة ِ

زهور :
(تنظر في تعجب شديد من حال مسك، وتر مقه بغرور
واز دراء):
أو كنت يا هذا تحب كعنترٍ
أم هل ظننت بأنني سأعيدُ قصة عبلةِ
ولم حلمت بحبها وبعشقها
لا لا فصعب ٌ أن تنال محبتي
أنا جنة يا مسكُ في أنهار ها
البيضاء إن حرِقتْ بليل
من سيدخلُ جنّتي؟!
(وتضحك
باستهزاء)
ليست قضية عنصرية ولا قصة حب فاشلة
هي أكثر من ذلك بكثير .
بدأت بهذه العبارة
(لم يكن السواد ر قعة تغشى قر ية شغاف ولا مدن العالم كلها
بل ………………….
هذا السواد بأبعاده الأيدولوجية والسيميائية والسوسيولوجية أختصره ببعد إنساني واحد
تجدونه بهذه المسرحية
………
(القطران ) مسرحية شعرية استغرقت مني
ثلاث سنوات ما بين فكرة بنائها وهيكلتها وصياغتها ومراجعتها .
وما دفعني لأواصل العمل بها أني بفضل الله
رافقتها طيلة فترة إعدادي لأطروحة الدكتوراة
التي لم أجد خلالها مسرحية شعرية نسائية خليجية
فأكون أول شاعرة تنال شرف السبق بها .
وليس هذا المغزى بالتأكيد ،
المغزى الحقيقي هو أن تصلَ لأعماقكم ورقي أذواقكم
والآن أسدل عليها الستار إلى أن أسمع تصفيقكم لها
في يوم تدشينها الذي سيوافق يوم المسرح العالمي
بمشيئة الله في نهاية شهر مارس ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى