(أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) ..همت بالرحيل ‏

بقلم / نهية راشد العديم  

ها هو رمضان يرحل ، ومشاعر الختام تبكينا ، واللحظات الأخيرة لحبيبٍ زارنا ، حقًا مؤلمةً موجعة ،اللهُم أصّلح لنا أقدآرنا وأحوالنا.
هي أيامّ معدودات ، كانت زيارتها لنا كلمح البصر ، بالأمس كنا نقول أهلاً رمضان و اليوم نقول مهلاً رمضان ،،ماأسرعها من أيام جميلة بطقوسها و لياليها نفحاتها و رائحتها ، صلى فيها من صلى ، وصل الأرحام من وصل وتصدق من تصدق ، و تلى القرآن من تلى ، تدبرنا عظمة الله في هذا الشهر ، حين وقف العموم متراصين عامل النظافة متراصاً بكتف تاجر يملك رصيداً في البنوك ، حين وقفت عاملة منزلية كتفها بكتف سيدة ذات مركز مرموق بأجواءٍ روحانية ، نفس مطمئنة ،،وقلب خاشع و بدنٌ خاضعٌ لله و عينٌ تدمع أن منَّ الله عليها بلوغ رمضان ، هنا راينا عظمة الخالق و انه لا فرق بين أعجميٍ و لا عربي إلا بالتقوى ، ثم شعرنا بما تشعر به وتعانيه الدول الفقيرة من العطش و الجوع مع فارق أننا نعلم أنها سويعات و نطرد جوعنا و عطشنا .
حمداً لله على نعمة مثل هذه النعمة التي خصنا الله بها ، سلم إلينا رمضان و نحن بعافيتنا و صحتنا ، عشنا عشر الرحمة و عشر المغفرة و عشر العتق من النار ، فأين جهدنا بعد ان تسلمناه !
إذا أردت أن تعرف قيمة جهدك في هذا الشهر ، تذكر آخر ليلة منه إذا ذهب الناس بالأجر هل أنت منهم أم أنك تأخرت عن المضمار ، كانت هي (الأيام المعدودات )، و كنت أنت بين قوسيها ! قيّم نفسك و لا تزكيها على الله ، فقط قيّمها . هل ظفرت ببركة الرحمة والمغفرة والعتق من النار ،
رمضان كان فرصة لمغفرة الذنوب ،قال حبيبنا و نبينا المصطفى ﷺ : أتاني جبريلُ فقال: رَغِمَ أنفُ امرئٍ ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك، فقلتُ آمين، فقال: رَغِمَ أنفُ امرئٍ أدرك أبوَيه فلم يَدخُلِ الجنة، فقلتُ: آمين، فقال: رَغِمَ أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغْفَرْ له، فقلتُ، آمِين) رواه البزار وصححه الألباني.
جعلنا الله واياكم ممن شملهم القبول والرحمة و المغفرة والعتق من النار. و جعل ختامه مسك لنا و لكم .،
ثم … أعاده الله علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وأنتم تلبسون لباس الصحة والعافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى