حقائق مخفية

بقلم / عيده العنزي  

يقل وقت فراغ الإنسان في ظل وجود الكثير من الأعمال والأحداث الروتينية في حياته، بداية من روتين ديني ودنيوي واجتماعي والكثير من الأحداث المختلفة التي يعيشها في يومه المعتاد يتأمل حياته برهنة من الوقت سواء كان ذلك الشخص موظفاً بسيطاً يعمل في الإعمال الشاقة فيمسح العرق عن جبينه أو مديرا في منصب مرموق الكل ينتظر قرارا لا مجال للخطإ فيه لمستقبل أفضل سواء هذا القرار يعود على منافع خاصة أم عامة، طبيب يسارع الوقت لينقذ أرواحاً بشرية ثم يعود إلى منزله لينقذ روحه المبعثرة، معلماً يحمل على عاتقه أمانة التعليم لمئات الطلاب ثم يكرر على نفسه أحسن المفردات ويعلمها أفضل الحكم. ورجل في كل يوم يستيقظ يعمل عملاً بسيطاً يكمل فيه ياقوت يومه ويطعم عائلته لا يعلم إن كان سيجد غداً عمل آخر ينجزه لكنه يثق في ربه يؤمن في كل صباح جديد فرصه جديدة في الإبحار في الحياة
يعود أولئك العاملون إلى إكمال عملهم الذي هو أساس من أساسيات يومهم، تتكاثر عليهم الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة تجتاحهم الكثير من التساؤلات. لكل شخص لا يعمل تحت حرارة الشمس هو محظوظاً يقلب هاتفه وينام ساعات لامتناهية ويخرج دون مواعيد محددة… ينظرون نظرة التمني إلى من تمر عليهم الأربع والعشرون ساعة وهم قد يكونون في حالتهم منذ الصباح. متجاهلون تلك الحقيقة المخفية: لا شيء سوى الوقت يمضي دون عمل دون أفكار دون حدس وتوقعات دون إنجاز، يمشي في الطرقات تحت مسمى عاطل الوقت يمضي وهو عالق في محطة انتظار لفرصة حياتية… وقد لا ينتظر شيئا لأنه اعتاد روتينه فقط يحدق بالوقت وهو يمضي.
يتغافل الكثير عن قول النبي ﷺ: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ )
هل تتسأل فيما يقضي وقته وصحته وعمره وقوة بدنه وذكاء عقله!؟
في الفراغ دون أحلام دون طموح فقط في متعة النفس البشرية أو اللعب أو مضيعة الوقت
حقيقة تخفى عن الكثير الفراغ من أشد المعارك النفسية والجسدية لكل شخص في العالم. من أهم أسباب الاكتئاب الفراغ يجعل الشخص يحارب أفكارا سوداوية يعيش خلوة مع شيطانه حياة لاتسمع فيها إلا عقارب الساعة تمضي وتمضي…
أحمد الله وامتن له، تذكر جيداً عملك الذي شق ظهرك وزاد حملك ما هو إلا نعمة من الله تعالى عليك
في رحلة حياة وجهتها تسأل عن شبابك ووقتك فيما قضيته؟ هل في طاعة الله وعمارة الأرض أم في الفراغ وحب الشهوات أو الاستسلام لحزنك ودفن أحلامك
من أهم المقولات التي قد تساعدك في دفن الفراغ
“المعجزة التي تنتظرها في العمل الذي تتجنبه”
كل التقدير والشكر لكل نفس بشرية تسعى في عمارة الأرض حتى لو كان ذلك الإعمار والاستثمار في نفسه
أنتم أشخاص عظماء في عين أنفسكم وأعيننا تذكروا جيداً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى