ما معنى راحة البال ؟!

بقلم : نهيه الراشد  

كثيراً ما نسمع : فلان مريح باله ، أو مرتاح باله ، أو أحس براحة نفسية. عبارات جداً جميلة و تحمل من الإيجابية الشي العظيم.
ولكن هل نعرف ما معنى راحة البال ؟!
راحة البال والقناعة شعور. نفسي و جسدي ، شعور داخلي يوحي لك بأن كل ما نحن فيه خُلِقنا له ، فإن أيقنا بذلك فإننا نكون قد وصلنا مرحلة الطمأنينة والسكينة .
فأين نجد راحة البال ؟!
راحة البال نجدها بالقرب من الله سبحانه و تعالى في صورٍ شتى : ففي التوكل على الله أجمل صورة من صور راحة البال ، فمن توكل على الله كفاه ، و أيُّ راحةٌ نفسية و علاجٌ للتوتر والضغوط أمام ذلك الشعور الذي يملكه المؤمن بأن هناك ربٌ يرعاه و يدبر أموره ، و هو الذي أمره بين كافٍ و نون. و نجدها أيضاً في البدن و القلب والنفس و اللسان ؛ ففي البدن تكون بعدم إرهاقه بكثرة الأعمال و تحميله فوق طاقته ، و بالمقابل لا نعمل على ركوده و كسله، و في النفس بالابتعاد عن كل ما يؤذيها من معاصي و ذنوب ، و في القلب بعدم الالتفات لهموم الدنيا و إعطائها حيزاً كبيراً في حياتنا ، أما في اللسان فنجدها بحفظه عن الإسفاف بالقول من فسق و فُحشٍ.
و عن راحة البال في مجال العمل فإننا نجد انه كلما كنت مرتاح نفسياً فإنك حتماً ستنجز و تبدع و تتميز عن الآخرين، لأن هذا العمل اقترن براحة الباب والطمأنينة.
والكثير يفتقد الهدوء النفسي و الشعور بالطمأنينة والراحة ، و يشعر بالضيق و عدم الاستقرار لأنه يسعى للكمال و المثالية ولم يصل إليها ، هُنا نقول لمن هذا حاله : ريح بالك و لا تيأس من رحمة الله ولا تفقد الأمل ولا تبيتن إلا وأنت خالي البال ، فعندما تمتلك الشعور بالرضا ، ستجد راحة البال ، و ستعرف معنى انشراح الصدر ،راحة البال بذكر الله و عظمته ، قال تعالى :( سيهديهم الله و يصلح بالهم) ، أي يصلح حالهم و شانهم وعملهم في الدنيا بالتأييد والتوفيق. .
كيف أغرس راحة البال في نفسي و في نفس من حولي؟!
نحن بشرٌ مسيرون لما خُلِقنا له ، فعندما تقول لاحول ولا قوة إلا بالله ، و أنت متيقناً جيداً أنها هي الحقيقة ، فأنت بذلك فوضت أمرك كله للذي يمتلك تيسير الأمور و تغيير الأحوال. لا تعصف بك أمور الدنيا و همومها و لا تشتغل بالك في الآخرين ، لان هذا لن يؤثر سوى عليك وحدك ، في حين أن الآخرين تكون أنت خارج دائرة. اهتماماتهم . ولذلك تكون انت من جنى على نفسك.
راحة البال تجلب جنود السكينة ليعمروا قلبك ووجدانك ، فترى الأمور كلها يسيرة و سهلة ، و بذلك تستصغر عظائم المشكلات. وهي من أعظم النعم في الحياة ، إن شعرت بها فأنت تملك كل شيء،.
وأخيراً :
أعط راحة البال حقها في حياتك فأنت تستحقها .
و ختاماً :
اللهم متعنا براحة البال وصلاح الحال، و قبول الأعمال وأنعم علينا بصحة الأبدان واكفنا شر الإنس و الجان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى