من يبحث عن الآخر .. ذوو الإعاقة أم الجمعيات؟

بقلم : فهد قريان الهاجري  

في كل يوم، نتعرف على أشخاص من ذوي الإعاقة لديهم مواهب مذهلة، مثل المكفوفين الذين يتقنون لغات متعددة أو يبرعون في البرمجة، ومع ذلك؛ يبقى السؤال: هل الجمعيات هي التي تبحث عن هؤلاء الأفراد لدعمهم، أم أن العبء يقع على عاتقهم للبحث عن الجمعيات؟
في مجتمعنا، هناك طاقات كامنة لدى ذوي الإعاقة تنتظر الفرصة المناسبة للظهور. خلال فترة كورونا، رأينا كيف استخدم البعض الوقت لتعلم مهارات جديدة، مثل اللغات والبرمجة. ولكن للأسف، لا تزال هذه المواهب محصورة في المنازل بسبب نقص الوعي بأهمية دمجهم في المجتمع.
تظهر هنا أهمية دور الجمعيات في البحث عن الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير الفرص لهم، يجب أن تكون هذه الجمعيات أكثر استباقية في اكتشاف المواهب وتقديم الدعم اللازم لهم. ولكن للأسف، في كثير من الأحيان، يكون العبء على الأفراد أنفسهم للبحث عن هذه الفرص، مما يجعل الكثير من المواهب تبقى غير مكتشفة. من جهة أخرى، تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في دمج الأفراد ذوي الإعاقة في المجتمع. قد يكون الخوف الزائد من الصعوبات التي قد يواجهونها سببًا في عزلهم. ومن هنا، تأتي الحاجة لزيادة الوعي والتثقيف حول أهمية دمج ذوي الإعاقة.لتحقيق تقدم حقيقي، نحتاج إلى جهود مشتركة من الجمعيات والأسر والمجتمع بشكل عام. يجب أن نعمل معًا لإزالة الحواجز وتوفير بيئة تحفز على الإبداع والتميز. فالمواهب لا تعرف الحدود، وكل ما تحتاجه هو الدعم والفرصة لتظهر. بهذه الطريقة، يمكننا بناء مجتمع يقدر جميع أفراده ويستفيد من إمكاناتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى