هل نادي النصر السعودي جوهرة في يد فحام؟

بقلم / فايز عبدالله الأسود  

منذ أن أعلن نادي النصر السعودي عن تعاقده مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في ديسمبر 2022، ارتفعت الآمال بحدوث طفرة كبيرة في أداء النادي سواء على الصعيدين الرياضي أو التجاري. ومن المتوقع أن يكون التعاقد مع أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، فرصة ذهبية للنصر لتحويل نفسه إلى نادٍ عالمي. ولكن، مع مرور الوقت، ظهرت تساؤلات حول مدى استفادة النادي من هذا الاستثمار الضخم، خاصة فيما يتعلق بالإيرادات التجارية من مبيعات قمصان رونالدو واستغلال اسمه التجاري.
رونالدو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو علامة تجارية عالمية فمثلاً عند انتقاله إلى يوفنتوس الإيطالي في 2018، سجل النادي قفزة هائلة في مبيعات القمصان. ففي أول 24 ساعة فقط من انتقاله، بيع ما يقارب 520,000 قميص، ما أدى إلى تحقيق عائدات تقارب 60 مليون دولار. كما شهدت أسهم النادي ارتفاعًا بنسبة 40% تقريبًا بعد أيام من الإعلان عن الصفقة.
أما عند انتقاله إلى ريال مدريد في 2009، فقد بيعت قمصانه بمعدل تجاوز مليون قميص في السنة الأولى، وارتفعت إيرادات النادي بشكل ملحوظ نتيجة لذلك. ومع مرور السنوات، أصبحت مبيعات قمصان رونالدو مصدر دخل ثابت وهائل للنادي الملكي.
لكن في حالة النصر، يبدو أن الاستفادة التجارية لم تكن على نفس المستوى. لا توجد إحصاءات رسمية حول عدد القمصان التي تم بيعها بعد انضمام رونالدو إلى النصر، ولكن من الواضح أن الانتشار العالمي للنادي لم يرتقِ إلى ما كان متوقعًا. أحد الأسباب المحتملة لهذا هو أن سوق النصر يظل محدودًا نسبيًا مقارنة بالأندية الأوروبية الكبرى التي تتواجد في أسواق عالمية ضخمة. كما أن استغلال اسم رونالدو تجاريًا لم يكن بنفس الفعالية التي شهدناها في أوروبا.
وهذا لا يجعلنا نتجاهل بعض التحديات الموجودة في السوق السعودي فالسوق السعودي، رغم إمكانياته الكبيرة، لا يزال في مراحل النمو عندما يتعلق الأمر بالتسويق الرياضي على النطاق العالمي. قد يواجه نادي النصر صعوبة في التنافس مع الأندية الأوروبية الكبرى في جذب الجماهير الدولية وزيادة مبيعات القمصان. بالإضافة إلى ذلك، الثقافة الرياضية المحلية قد تكون أحد العوامل التي تحد من هذه الإمكانيات، حيث أن الجماهير السعودية قد لا تكون على استعداد لإنفاق مبالغ كبيرة على شراء قمصان بأسعار مماثلة لتلك التي توجد في أوروبا.
وهذا يجعلنا نتسائل ما الذي يجب على النصر فعله؟
إذا أراد نادي النصر تحقيق الاستفادة القصوى من اسم رونالدو، فإنه بحاجة إلى استراتيجية تسويق شاملة تركز على تعزيز وجوده في الأسواق الدولية. يمكن للنادي استثمار المزيد في التسويق الرقمي، وتوسيع نطاق مبيعاته عبر الإنترنت، والتعاون مع العلامات التجارية العالمية لتحقيق انتشار أكبر. كذلك، يجب على النادي الاستفادة من شعبية رونالدو في الأسواق الناشئة مثل آسيا وأمريكا وأستراليا ، حيث يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة.
وفي الختام وعلى الرغم من أن نادي النصر قد نجح في جذب الانتباه العالمي بصفقة رونالدو، إلا أن السؤال يظل قائمًا حول مدى استفادته الفعلية من هذه الصفقة تجاريًا. يبدو أن النصر، في هذه اللحظة، يشبه “جوهرة في يد فحام”، يملك الأداة الثمينة ولكن قد لا يعرف كيفية الاستفادة منها بالشكل الأمثل. لتحقيق النجاح الكامل، يجب على النصر التفكير في كيفية استغلال العلامة التجارية لرونالدو بشكل أكثر فعالية، والاستفادة من الخبرات الأوروبية في هذا المجال.
ونظراً لعدم الرغبة بالاطالة لم نتكلم عن ماني وتأثيرة بالسنغال ولا بروزوفيتش في كرواتيا ولا حتى عن شعبية النصر الجارفة وما رحلات الصين والعراق الى شواهد على تقصير قويدو وفريق عمله بتحقيق مستهدفات مجلس إدارة شركة النصر ناهيك عن نتائجه الرياضية التي حتماً لم ولن تعجب عشاقه ومتابعيه لا الموسم المنصرم ولا البداية الهزيلة هذا الموسم
والسلام ختام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى