تكبير الخط ؟
الخطوات النوعية المتقدمة التي تحققها الهيئة الملكية في الأسابيع الأخير على صعيد المحتوى النوعي المتزامنة مع جائحة فيروس كورونا والاضطرار الصحي الوقائي لمايسمى بالتباعد الاجتماعي وارتهان المجتمع..بل الدول والمنظومات المؤسساتية إلى التخاطب والتواصل عن بعد عبر وسائط التقنية الحديثة.
هي بلاشك قفزات متقدمة تنحو منحى التأثير الفعلي بالنظر لجودة المحتوى المصنوع من الألف إلى الياء إن جاز التعبير
أي من الفكرة إلى قولبتها ومن ثم صياغتها وصبها في محتوى بأدوات احترافية يرشح من خلالها المستوى الفكري والعلمي والثقافي وبالتالي المهني لصناع المحتوى المنشور عبر الحسابات الرسمية التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا
وعلى وجه التحديد الحساب الرئيس للهيئة،الذي شهد تطورا ملحوظا ومدهشا في الفترة الأخيرة يرتكز على جودة المعلومة وأسقفها العلمية الثقافية العالية مع قدرة فائقة على الاختزال المكتمل لإيصال معلومة وافية على صعيد الكتابة(التيكست)و(الصورة)وكل ذلك محمولا على الوسائط البصرية الفوتوجرافية،وكذلك الفيديو من خلال مونتاج السيجمنتCG لتحقيق أعلى مشهدية لمحتوى عنوانه الرئيس الإبهار البصري وعلو كعب المعلومة المستقاة بحثيا بأدوات معرفية تفوق المساحة المعرفية للسواد الأعظم من الطيف المتلقي للمعلومات وعوالم المعرفة..وهنا الأهم.
وهذا مايمكن التدليل عليه بدقة وصوابية من خلال رصد الطروحات الأخيرة في حساب تريتر الرئيس للهيئة عبر تغريدات تثقيفية بالمواقع التاريخية وشواهدها الحضارية في العلا التي اعتمدت على الربط التاريخي على الجانب الماضوي(النوستالجي)مابين الشاهد الحضاري للأثر التاريخي في العلا ونظيره في أصقاع الأرض في ذات الفترة الزمنية بالمعلومة(الكبسولة)الاختزالية المدونة والصور المتداخلة للمقاربة بين شاهد حضاري لأثر في العلا وآخر من العالم بل العوالم الأخرى في عزف منفرد بديع على أوتار(الزمكانية)كما يسميها أرباب المعرفة.
وهذا لايمكن أن يكون في عمليات تصدير المعرفة وبالتالي من متطلبات صناعة المحتوى لولا أن صانع هذا المحتوى على قدر كبير من الثقافة واسعا الأفق المعرفية ومتجردا من الترسبات الفكرية الأحادية(الإملاءات)ومدركا لمسارات تصدير المعرفة عارفا بمحدداتها التي تضمن له إيصال معلومته كما يجب أن تكون عليه الاحترافية الإعلامية في المقام الأول والتنمية الفكرية لمتلقي معلومته في المقام الأخير.
هذا على صعيد صناعة المحتوى الذي شهد تحولا إيجابيا ملحوظا في الفترة الأخير كما أسلفنا للانتقال من(الإخبار)والتعليق على(الأخبار)ذات الصلة بمناشط الهيئة الملكية لمحافظة العلا وحركة قياداتها سواء ضمن واجباتهم الوظيفبة الرسمية أو في جانب تصريحاتهم بحدث أو تعليقاتهم على حدث إلى صناعة وصياغة وتقديم المعلومات المعرفية.
أما على صعيد تغطية المناشط من خلال مشاركات الهيئة الملكية لمحافظة العلا في المناسبات العالمية ذات العلاقة والمؤتمرات الدولية والملتقيات التي تفرض بطبيعة الحال الظروف الراهنة وجوب التباعد الاجتماعي واستثمار وسائط التقنية وحواملها ومنصاتها الالكترونية لاستمرار الحياة العملية بما فيها المشاركات في المناسبات والملتقيات المشتركة بين الأفراد والجماعات من بيئات شتى ودول مختلفة،
فقد كان لحساب الهيئة الملكية دورا فاعلا في فتح غرف إلكترونية وعمل روابط لتطبيقات عالية الجودة مضمونة من الاختراقات للمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات ودعوة الجمهور للمتابعة.
تجلى ذلك في المناسبتين الدوليتين الأخيرتين خلال الأسابيع الماضية في غمرة جائحة كورونا وتم استثمار المشاركات النوعية تحت المظلتين الدوليتين إذ شهدتا تسيير أعمالهما وسط تمرير الرسائل الإيجابية الداعية للتقيد بالأنظمة الخاصة بمنع التجول والحث على البقاء في المنازل والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
المناسبة الأولى كانت مشاركة الهيئة الملكية في الموتمر الافتراضي الدولي للسياحة والضيافة،وسبق لنا المبادرة بتغطيتها بتقرير صحفي مفصل وشامل بالاعتماد الكلي على الإشارات الإخبارية والومضات المعلوماتية من تغريدات حساب الهيئة الملكية ومن ثم أجرينا عليها عمليات الصياغة المناسبة الديسك لنظفر ونتميز كعادتنا بنشر التقارير الاحترافية على كل الأصعدة.رغم أنه في هذه الجزئية يؤخذ على محتوى حساب الهيئة الملكية عدم تقديم الخدمة الصحفية المفترضة بحساب صانع المحتوى له من واجباته الرئيسة توفير الأخبار الصحفية بكامل صياغتها وكذلك التقارير الخاصة بمناشط الهيئة وحركة قياداتها ضمن مسؤولياتهم الوظيفية.
على الأقل تدوين الخبر أو التقرير عبر الموقع الالكتروني الرسمي للهيئة ومن ثم التغريد برابط الخبر في تغريدة يتم تثبيتها لأيام لتتمكن كل الصحف ووسائل الإعلام من الحصول على الخبر والتقرير بمنتهى اليسر والسهولة الأمر الذي يضمن لجميع الصحف وكل وسائل الإعلام على حد سواء المرجعية الرسمية الدقيقة لموادهم المنشورة في هذا الصدد.
أما المناسبة الثانية التي كانت محمولة على حساب الهيئة الملكية لمحافظة العلا في صيغة محتوى رقمي يلعب دورا إيجابيا في المساهمة لدعم شخصية الحساب وهويته المتفردة في مستوياتها العليا بالنظر لنوعية التناول وقيمة المحتوى،
فقد كانت مناسبة مشاركة الهيئة الملكية في حلقات بودكاست (المتحف الحي)مع إيرينا بوكوفا، عضو المجلس الاستشاري للهيئة الملكية التي تناولت في مشاركتها الثقافة والتاريخ والمسؤولية المشتركة للحفاظ على التراث والمواقع التاريخية وكانت بمناسبة يوم التراث العالمي.
وفي ذات الصدد..يمكن تفهم طبيعة صناعة المحتوى عبر حوامل التقنية الحديثة الأبرز والأوسع انتشارا والأكثر متابعة مثل منصة تويتر التي تتطلب بالتأكيد العمل على مبدأ الحصرية والتفرد بتصدير خبر أو معلومة ومايسمى في عالم الإعلام ب(الإكسكلوزف)و(السكوب)وهذا في العموم من حق صانع المحتوى ووسيلته كما حدث في الأيام الأخيرة من احتكار وحصرية نشر خبر الكشف عن قبر أثري في الحجر/مدائن صالح الذي يعود للعصر البرونزي وهو عبارة عن ركام أثري لمدفن منسوب لمجتمعات من العصر البرونزي مابين 4100 إلى 3900 سنة على وجه التقريب..حيث تشير أعمال الحفربحسب المدون في التغريدة الإخباريةإلى أن هذا المدفن سبق استيطان الأنباط للحجر بقرابة 2000 عام(بعكس ماكان يعتقد سابقا).
لكن على صعيد توفير الأخبار والتقارير الصحفية المكتملة الصياغة من خلال موقع الهيئة الالكتروني ونشره في حساب تويتر للهيئة لتتمكن كل وسائل الإعلام من الحصول عليها آليا لتقديم الخدمة الصحفية للهيئة ونشاطها،
يظل مطلبا مهنيا محقا ويجب أن يكون في موضع النظر الجاد للتنفيذ من قبل قيادات الهيئة الملكية الموقرة.