تقارير اخبارية

تقرير درة/ العلاقات السعودية الإماراتية.. روابط دم ومصير مشترك

درة - قسم التحرير:  

تربط المملكة العربية السعودية وشقيقتها الإمارات علاقات أخوية، ويحيا شعبيهما في أجواء من الود والتجانس والتماسك والتلاحم.

وتعتبر العلاقة بين الدولتين الشقيقتين علاقة نموذجية راسخة، ضاربة الجذور في عمق التاريخ، توثقها روابط الدم والمصير المشترك.

وتطورت العلاقات بين السعودية والإمارات بشكل لافت وملحوظ، في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية خلال السنوات الأخيرة الماضية، وباتت أهدافهما مشتركة، يتبادلان التواصل والتباحث والرؤى وتنسيق الجهود.

وتعززت العلاقات بين البلدين في التنسيق المشترك، والتعاون الاستراتيجي، والتكامل، والتوحد في إصدار العديد من القرارات، ومناقشة كثير من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية المشتركة.

وتمددت الشراكات بين الدولتين، وتوّجت بتوقيع اتفاقية إنشاء (مجلس التنسيق الإماراتي السعودي) الذي تعمّ فائدته على دول مجلس التعاون الخليجي، وشعوب المنطقة العربية ككل.

وفي مايو/ أيار 2014 تأسست لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين الشقيقين.

وفي الشهر ذاته من عام 2016، جرى في قصر السلام بجدة التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي، وواصلت اللجان المنبثقة عن المجلس اجتماعاتها على قدم وساق، لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب التشاور والتنسيق في الأمور ذات الاهتمام المشترك.

وعقدت لجنة التنمية البشرية المنبثقة عن المجلس لقاء افتراضياً في 6 يوليو/ تموز الماضي، تم خلاله عرض عدد من المشاريع المشتركة، ضمن إطار تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، ومتابعة آخر مستجدات المشاريع القائمة بين الطرفين، وإبراز أهم الإنجازات، والتحديات، والحلول المقترحة في مجالات التعليم، والصحة، والفضاء، والرياضة، والشباب، والثقافة، والإعلام، والذكاء الاصطناعي.

ويرتفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مراحل غير مسبوقة، واشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن «استراتيجية العزم»، التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين، من 139 جهة حكومية، وسيادية، وعسكرية.

ويأتي مجلس الإسكان السعودي-الإماراتي، ضمن مبادرات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي من مهماته طرح المبادرات الجديدة مثل استحداث الكلية التقنية الافتراضية السعودية الإماراتية، والتي تهدف إلى تقديم تدريب افتراضي من خلال بيئة تفاعلية توظف تطبيقات التعلم الإلكتروني الذكي، وفلسفاته المختلفة، وتحقق أهداف المنظومة التعليمية الحديثة الداعمة لديمومة التعلم مدى الحياة.

إلى جانب مناقشة إطلاق ملتقى سنوي مشترك بين البلدين في مجال التدريب التقني والمهني، لتطوير العلاقات بين الجهات الأكاديمية في مجال التدريب التقني، والمهني بين البلدين، وتوقيع برنامج التعاون التنفيذي المشترك، مع مركز أبوظبي للتعليم، والتدريب التقني والمهني.

وبالنسبة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين، فتعد الأكبر بين نظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للسعودية عربياً، وأيضاً على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

وبلغ إجمالي قيمة الواردات السعودية من الإمارات في النصف الأول من 2016 نحو 11 مليار ريال، بينما بلغ إجمالي الصادرات السعودية للإمارات 6 مليارات ريال، ويقدر حجم التبادل التجاري بنحو 22 مليار ريال.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نحو 72 مليار ريال سعودي في 2018م.

وتتصدر الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى السعودية، كما تأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل صادرات من السعودية، وتأتي في مرتبة متقدمة في قائمة الدول العشر الأولى التي تستورد منها المملكة.

وتتجاوز الاستثمارات السعودية في الإمارات 35 مليار درهم، حيث تعمل في الإمارات أكثر من 2366 شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد، و66 وكالة تجارية، ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات 206 مشاريع، مقابل المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية التي تصل إلى 114 مشروعاً صناعياً، وخدمياً، برأسمال مال 15 مليار ريال.

في حين تخطت الاستثمارات الإماراتية في المملكة 9 مليارات دولار.

ويعد إطلاق مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بكلفة تتجاوز ال100 مليار ريال، من الأهمية بمكان في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وبالنسبة للعلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، فتعكس مدى الترابط الجغرافي والاجتماعي بين شعبيهما.

وتعززت العلاقات الثنائية بين الدولتين عبر قنوات متعددة، أهمها قطاع التعليم الذي شهد في البدايات سفر طلاب الإمارات إلى السعودية للالتحاق بمدارس مكة المكرمة، والاحساء والرياض، في حين تستقبل الجامعات والمعاهد الإماراتية اليوم عدداً كبيراً من الطلاب السعوديين.

وتنوعت العلاقات الثقافية بين البلدين سواء في إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين.

ومن جهة السياحة بين البلدين، فلها دورها في تعزيز الروابط التجارية، والاقتصادية بينهما، من حيث توفير فرص استثمار، وجذب مزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية، والتجارية في البلدين.

وجاء السوق السعودي في المرتبة الثانية ضمن أهم الأسواق السياحية للإمارات لعام 2018 في ما يخص عدد نزلاء المنشآت الفندقية من خارج الدولة بمليونَي نزيل بما يقارب 10% من إجمالي نزلاء الفنادق بالدولة في عام 2018 وبزيادة 2% عن عام 2017م.

ووصل عدد السياح الزائرين من دولة الإمارات للوجهات السعودية المختلفة عام 2018 إلى نحو 740 ألف سائح قضوا ما يقرب من 4 ملايين ليلة، وأنفقوا 2.9 مليار ريال سعودي.

كما يجري التنسيق حاليا بين البلدين لإصدار تأشيرة مشتركة لتمكين زوار الإمارات من زيارة السعودية وبالعكس.

وتصل معدلات الإشغال على رحلات الطيران بين البلدين إلى مستويات مرتفعة تستدعي في أوقات الذروة تسيير المزيد من الرحلات في الاتجاهين، لتلبية الطلب المتزايد من المسافرين.

وأخيرا.. تأتي الوقفة المشتركة بينهما في «عاصفة الحزم» التي انطلقت في 26 مارس/ آذار 2015، لاستعادة الشرعية لليمن، أهم الشواهد على مدى ترابط الدولتين، ودليلا على العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : وكالات أنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى