وداعاً للقائل : الفنان الحقيقي لايموت

بقلم أ. حمدان الكريع  

ودع الوطن ورواد الفن والأدب والثقافة مساء الثلاثاء قبل الماضي المونولوجست و الأب الروحي للفن السعودي الفنان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهزاع أحد رواد الساحة الفنية ليس في المملكة وحسب وانما في الخليج والوطن العربي على اتساع رقعته . سخر موهبته الفنية ( الفذه ) في تقليد الأصوات بتقديم الفن كرسالةَ سامية الأهداف عميقة الأثر في تغيير بعض الأفكار والتصورات السلبية بمناقشته للقضايا الاجتماعية المتعددة بأسلوبٍ شيق وطابعَ فكاهي وقالبٍ كوميدي محبب ومقبول لدى جميع فئات المجتمع .ارتبط إسمه بإدخال البهجة ورسم البسمة على شفاه جمهور مسرح التلفزيون في ثمانينيات القرن الهجري المنصرم ومستمعي اذاعة الرياض لأكثر من نصف قرن قدم خلالها آلاف الحلقات والمسلسلات الاذاعية التي لايمل المستمع من اعادتها.ولكونه من الجيل المؤسس لهذا الكيان الشامخ فقد كان شاهداً ومعاصراً لجميع التحولات والتطورات والمتغيرات التي مر بها المجتمع السعودي الأمر الذي جعله متميزاً عن البقية بتقديمه لأعمالٍ فنيه مناسبة لمستوى تفكير وثقافة كل جيل من الأجيال.وبسبب تميزه وبراعته بتقليد اكثر من عشرة اصوات في المقطع الصوتي الواحد اطلق عليه لقب “مجموعة في رجل”.وضع مع رفيق دربه الفنان سعد التمامي اللبنات الاولى لإنشاء نقابة او مقر او هيئة تحفظ حقوق الفنانين والمطربين وأصحاب المواهب الفنية الاخرى التي كانت كثيراً ماتصطدم ببعض التيارات التي لاتقبل مجرد الاعتراف بهذا الفن! المجرد من اي ادوات او آلات او اي تدخلات خارجية ماعدا اداة مكبر الصوت (المايكروفون).والمتابع لما قدمه الهزاع طيلة مسيرته الفنيه الممتده لأكثر من نصف قرن يلاحظ انه وضع خارطة طريق فنيه في فن التعامل والأحتواء والمواجهة مع كل من يخالفنا الرأي والتوجه والتفكير للوصول الى كلمةٍ سواء وتقبل الآخر مهما بلغت حدة الاختلاف . رحم الله الممثل عبدالعزيز الهزاع الذي كان مصدراً للطاقة الايجابية وكنزاً من كنوز الثقافة ومرجعاً للأمثال الشعبية وفاكهة المجالس طيلة حياته تاركاً بعد رحيله إرثاً فنياً ضخماً يصعب تكراره ومضاهاته لسبب بسيط وهو ان جميع اعماله الفنية تعتمد على البساطة والعفويه والارتجال بدون اي نص او سيناريو او مقدمات في جميع الأدوار !

تعليق واحد

  1. شكر خاص للكاتب على ذكره هذه الشخصية التي لم تكرم ولم تأخذ حقها في حياته
    رحم الله الفنان عبدالعزيز الهزاع ( ونيس الطيبين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى