قطاعات الاستثمار الأجنبي في السعودية

بقلم / المحامي نواف العوني  

تعد المملكة العربية السعودية واحدة من الوجهات الرئيسية للاستثمار في الشرق الأوسط، حيث تقدم فرصاً جاذبة للمستثمرين الأجانب في مختلف القطاعات الاقتصادية، ويعكس هذا الاهتمام البالغ بالاستثمار رؤية المملكة لعام 2030م، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تنفتح السعودية على التعاون الأجنبي وتشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الطاقة والسياحة والتكنولوجيا والعقارات والصناعة والخدمات المالية، فالمملكة توفر نهجاً استثمارياً فريداً ومبتكراً يهدف إلى توفير فرص المزيد من الفرص الاستثمارية للجميع، ومن هذا المنطلق سوف نركز حديثنا في هذا المقال على توضيح القطاعات التي اتاحتها المملكة للاستثمار الأجنبي على أرضها العظيمة.
قطاع الزراعة والصناعات الغذائية في السعودية
يعتبر قطاع الزراعة والصناعات الغذائية في المملكة العربية السعودية قطاعاً أساسياً، حيث يعتمد على نظام بيئي متطور يتطابق مع المعايير العالية للجودة ويحاكي تطلعات السوق المتنامية بشكل مستمر، والجدير بالإشارة أن قطاع الصناعات الغذائية يمكن المملكة لأن تكون الرائدة في صناعة السوق العالمية للأطعمة الحلال والتي تبلغ قيمتها 1.3 تريليون دولار، كذلك تجدر الإشارة أيضاً إلى الميزة التنافسية في هذا القطاع تكمن في الآتي:
● أسواق محلية وإقليمية كبيرة ومتنامية.
● نظام بيئي متطور وإدارة متفوقة لسلسلة الإمداد.
● ثروة سمكية غنية، تفتح مزيداً من مجالات الفرص للاستثمار.
● إمكانات تصدير كبيرة للتمور السعودية عالية الجودة.
قطاع الطاقة في السعودية
لا خلاف على أن الطاقة تعتبر أهم الركائز الاقتصادية التي تعتمد عليها الدول، والجدير بالذكر أن قطاع الطاقة يشكل الركيزة الأساسية لاقتصاد المملكة العربية السعودية وذلك بسبب البنية التحتية الراسخة للقطاع، حيث تولى المملكة اهتماماً خاصاً بكفاءة الطاقة والنمو المستدام لذا تهدف رؤية 2030م إلى زيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة تفوق 50%، بدعم من الحكومة السعودية واستثمارات القطاع الخاص على أرض المملكة، ولعل من أكثر مصادر الطاقة طلباً والمتوفرة في السعودية، طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها العديد من مصادر الطاقة المتجددة.
قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة في السعودية
يكون من الفخر التنويه، بأن قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة في المملكة العربية السعودية يحتل وبكل قوة المركز الثالث من حيث حجم الإنفاق في الميزانية العامة، إذ رصدت له المملكة 17.7% من إجمالي نفقات العام 2021م، كما تعمل السعودية بكامل جهدها بتحويل القطاع الصحي إلى بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب، حيث أن الفئة العمرية الشابة ما دون 35 سنة في المملكة تشكل ما يقارب 60% من عدد سكانها، مما يلعب هذا العدد دور مهم في خلق المزيد من الفرص للاستثمار في القطاع الصحي في المملكة.
قطاع الخدمات البيئية في السعودية
يعتبر قطاع الخدمات البيئية في المملكة العربية السعودية من أسرع القطاعات نمواً، ونتيجة هذا النمو يرجع لزيادة النمو السكاني في السعودية وارتفاع مستوى المعيشة، بالإضافة لنمو الناتج الصناعي في المملكة، وتولي المملكة قطاع الخدمات البيئية اهتماماً خاصاً وتعتزم الاستمرار في تطويره وتوسيع آفاقه بهدف تحويله إلى بيئة استثمارية جاذبة، كما أنه توفر المملكة الأطر التنظيمية بما يزيد فرص استثمار فريدة في مختلف مكونات سلسلة القيمة بما يضمن حماية حقوق المستثمرين والمستهلكين على حد سواء في السعودية، والجدير بالإشارة أنه تشكل إدارة المياه والنفايات قطاعين أساسيين في تحقيق الاستدامة ونهج الاقتصاد الدائري الذين تطمح إليهما المملكة بما يتوافق مع رؤيتها لعام 2030.
قطاع الصناعة والتصنيع في السعودية
إن قطاع الصناعة والتصنيع في السعودية ثالث أكبر مساهم في الاقتصاد غير النفطي على أرض المملكة، وأيضاً يعد التصنيع في المملكة العربية السعودية من القطاعات الأسرع نمواً في العالم، ويرجع كلا مما سبق إلى اعتماد المملكة على الصناعة والتصنيع لتنويع مصادر دخلها وتوطين الاقتصاد وخصخصته، كما تبلغ نسبة معدل النمو السنوي للقطاع 57%، ويأتي هذا النمو كنتيجة لحجم السوق الكبيرة، والمرافق الحديثة للبحث والتطوير، ودعم الحكومة، وتوفر البنية التحتية الحديثة والنظم المواتية للأعمال.
قطاع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية في السعودية
لا خلاف حول تأكيد ما تشاهده المملكة العربية السعودية من نمواً سريعاً في السنوات المقبلة في قطاع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، وذلك بفعل زيادة الكثافة السكانية وارتفاع الطلب على علاجات الأمراض المزمنة، بالإضافة لتقديم القطاع فرص استثماريه جاذبة للمستثمرين الأجانب، حيث تسعى المملكة للارتقاء بأنشطة البحث العلمي وتنشيطها من خلال الاكتشاف المبكر للعقاقير، كذلك تعزيز القدرات المحلية وجعل السعودية مركز إقليمي رئيسي قائم على التصدير، بالإضافة لتمكين توفير حلول وخدمات رعاية صحية عالية الجودة ومبتكرة تعتمد على القيمة، وأيضاً تقديم حوافز تنافسية وجذب المواهب والخبرات وتوفير التمويل المستدام.

قطاع الكيماويات في السعودية
يجدر التنويه إلى أنه تعد المملكة العربية السعودية رائده عالمياً في مجال الصناعات الكيميائية الأساسية والمتوسطة والمتخصصة، حيث يأتي ذلك بفضل عقود من الخبرة الطويلة في الاستثمار في قطاع الكيميائيات، كما تعمل المملكة على إتاحة العديد من الفرص أمام المستثمرين في كافة مراحل منظومة القيم، بحيث يستفيد المستثمرون في هذا القطاع المميز بمزايا تنافسية عديدة منها ميزة التكلفة المنخفضة، وأيضاً النظام البيئي المتين ويتضمن جامعات ذات مستوى عالمي، وكذلك مراكز البحث والتطوير والمورّدين والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.
قطاع العقارات في السعودية
يشكل القطاع العقاري في السعودية ركيزة أساسية لرؤيتها وتصورها للمجتمع الحيوي، وعلى ذلك تقدم الحكومة دعماً هاماً لتطوير القطاع العقاري على أرضها، وذلك من خلال مجموعة عناوين أبرزها اعتماد أكبر على التكنولوجيا في سلاسل القيمة بشكل عام، وتعزيز الشفافية من خلال نشر المؤشرات العقارية عبر الإنترنت، بالإضافة لإطلاق مركز خدمات المطورين (إتمام) لإنشاء بيئة استثمارية جاذبة على أرض المملكة، كل ذلك بجانب توفير حلول مالية المبتكرة لتمكين الزبائن.

قد يهمك الاطلاع على: نواف العوني يكتب لـ “درة”: مزايا نقل المقرات الإقليمية للشركات الأجنبية إلى السعودية

قطاع الخدمات المالية في السعودية
واحد من أكثر القطاعات المالية تطوراً وفعالية في العالم حيث يتسم بأعلى درجات السيولة والسلامة ويمتلك رأس مال يُعد من الأكبر على مستوى العالم هو القطاع المالي في السعودية، والجدير بالذكر أن لهذا القطاع في المملكة العديد من الأدوار الهامة وفق رؤية 2030م، ومنها دعم تنمية الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر دخله وتمويله، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتحفيز الادخار والتمويل والاستثمار، كما تعمل المملكة بشكل فاعل على دعم وتمكين المؤسسات المالية بهدف دعم نمو القطاعين العام والخاص وتطوير سوق مالية متقدمة فضلاً عن زيادة التمويل للمنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
قطاع النقل والخدمات اللوجستية في السعودية
تجدر الإشارة لكون المملكة العربية السعودية إحدى أعضاء مجموعة العشرين، حيث تقع على مفترق طرق التجارة الدولية الرئيسية، فهي تقع مباشرة على طريق آسيا أوروبا التجاري حيث يشهد البحر الأحمر عبور ١٢% من تجارة الحاويات العالمية سنوياً، وبالنسبة لهذا القطاع فليس ما سبق يخصه فقط، بل تولي المملكة اهتمام بالغ الأهمية لقطاع النقل والخدمات اللوجستية، وذلك بوصفه محور رئيسي في برامج المملكة ٢٠٣٠م بهدف جعل المملكة السعودية مركز لوجيستي عالمي.

قد يهمك الاطلاع على: الأشخاص المكلفون بجباية الزكاة

قطاع التعدين والمعادن في السعودية
يعد قطاع التعدين والمعادن في السعودية من أكثر القطاعات التي شهدت نمو كبير خلال السنوات الماضية، حيث إن الطلب على المعادن والمنتجات المعدنية في المملكة العربية السعودية يفوق الإنتاج المحلي، والجدير بالذكر أيضاً أن عمليات التعدين المحلية في المملكة تشكل فرصة هائلة لخفض حجم الواردات، إضافة إلى ذلك إن التحول الاقتصادي غير المسبوق الذي تشهده المملكة من شأنه أن ينمي القطاعات الصناعية عالية الموارد، كالآلات الصناعية والمعدات الكهربائية وصناعة السيارات، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على المعادن والمنتجات المعدنية.

قطاع السياحة وجودة الحياة في السعودية
من القطاعات الهامة في السعودية التي شهدت طفرة تنموية شامله منذ إطلاق رؤية 2030م للمملكة هو قطاع السياحة وجودة الحياة، حيث قامت السعودية بفتح أبوابها أمام السياح الوافدين من كافة أنحاء العالم الباحثين عن الترفيه والثقافة والتاريخ والمناخ المتنوع، فتوافد السياح إلى أرض المملكة يساهم في خلق فرص استثمارية هائلة تضاف إلى تلك التي تقدمها السياحة الدينية في المملكة بفضل وجود الحرمين الشريفين.
قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية
من القطاعات التي تؤدي دور محوري في دفع عجلة النمو والابتكار والتنوع الاقتصادي في المملكة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، والجدير بالذكر أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية يستهدف وبقوة العديد من مجالات الاستثمار، شاملة تطوير المحتوى الرقمي ووسائط الإعلام وتوسيع قاعدة نظام الاتصالات ورقمنة الحكومة وخلق صناعات جديدة تعتمد على التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي.
قد يهمك الاطلاع على: الحوافز المقدمة للمستثمرين في السعودية

قطاع رأس المال البشري والابتكار في السعودية
تجدر الإشارة إلى أنه تضع المملكة العربية السعودية قطاع رأس المال البشري والابتكار في صميم رؤيتها لعام 2030م، وذلك لتحول الفئة الشابة من السعوديين إلى مبتكرين ورواد أعمال وصانعي مستقبل.
قطاع الطيران والدفاع في السعودية
يكون من الجدير التنويه أن قطاع الطيران والدفاع في المملكة العربية السعودية شهد تغييرات ملموسة خلال الأعوام الأخيرة، حيث أتى ذلك في صورة إصلاحات ضخمة تعمل خصيصاً على تحسين مناخ الأعمال، ومن تلك الإصلاحات الهامة التي شهدها القطاع، إنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية باعتبارها الجهة التنظيمية، بالإضافة لتوفير عملية ترخيص سهلة عبر الإنترنت والسماح للمستثمرين الأجانب بتملك 100% من أسهم الشركات التي تعمل بالقطاع، كما إن تحقيق هدف التوطين الذي تسعى المملكة لتحقيقه، يعني فتح فرص استثمار تبلغ قيمتها ملايين الدولارات أمام المستثمرين المحليين والدوليين، بما في ذلك جهات تصنيع المعدات الأصلية والمنشآت صغيرة ومتوسطة الحجم.

________________________
info@aunklaw.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى