متكأ قلم.. قوة السلام الداخلي

بقلم / ابتسام الزهراني  

يسعى الانسان على مر العصور للبحث عن الحياة السعيدة والسلام الداخلي , ايماناً منه بآن السلام الداخلي تأثيره أوسع واشمل لمفهوم السعادة الحقيقية المادية , من المؤكد اذا توصلنا لطريق السلام داخل أنفسنا، سيشمل ذلك تدريجيا (عائلاتنا، مجتمعاتنا) وفي نهاية المطاف سينعكس ذلك على كل ما حولنا من كائنات, وجمادات في هذا الكون ايضا , قد يختلف من شخص لآخر مفهوم السلام الداخلي ولكن بنظري المفهوم الصحيح هو أنك تعيش حالة صحية متوازنة في داخلك وان يكون لديك القدرة على مواجهة المنغصات الخارجية المٌحبطة, ومواجهتها بإيجابية وبوعي مرتفع.
من أهم الطرائق التي تمنحنا السلام الداخلي هو تقدير الذات فالشخص المتصالح مع نفسه هو شخص استطاع ترويض ذاته على تقبل الاحداث المزعجة الماضية, واستطاع تخطي كل السلبيات وقرر عدم التفكير بالماضي مهما كانت قسوة المراحل التي مر بها ,وبدأ بالتفكير الايجابي وانهاء كل الصراعات الداخلية السابقة التي خلفها له الماضي والمضي قدماً نحو مستقبله .
ويرى علماء النفس بأن الاكتئاب والحزن المستمر والألم والمعاناة النفسية سببها الرئيسي هو رفضنا للماضي بكل تفاصيله المؤلمة . لذلك يضعف ويضطرب لدينا السلام الداخلي فتجد للأسف اغلب من يعانون الاضطرابات النفسية هم من يرفضون قبول العيش بالواقع الجديد , ويستمتعون بالتقوقع حول ظروف واحداث الماضي . ويرددون دائماً نحنُ ضحايا الماضي

من واقع تجربة لي للتخلص من ارهاق التفكير وسلبية الشعور, وللحصول على قوة السلام الداخلي والتي ولله الحمد انعم بها حاليا هي خطوات بسيطة اتبعتها واعانني الله عليها ولها نتائجها التي ما زلت اقطف ثمارُها بفضل الله وكرمه
اولاُ ؛أنني اتخذت قراراً بعدم السماح للآخرين بالتدخل في مشاعري وزعزعت الطمأنينة في قلبي مهما كان قربهم مني, فالشعور بالسلام الداخلي يحتاج قوة الارادة وعدم التردد والتراجع في ذلك.
ثانياً ؛ لابد من فترة وأخرى من وقفة مع الذات فهذا يساعدك في رفع سقف الثقة بالنفس وبها تصل لدرجة الرضا الذاتي الايجابي
والأهم عدم لومها اكثر من اللازم في حال تقصيرها ان وجد بل, وضع نقاط التصحيح السريعة والتركيز على تنفيذها في المواقف القادمة.
ثالثاً : استمتع بمهارات تتقنها وهوايات مفيدة في قضاء وقت الفراغ ومنها الكتابة فهي وسيلة لتخفيف التوتر النفسي وتساعد على ضبط النفس وتمنحك الهدوء الجسدي والفكري
وأهم خطوة كن فخوراُ بإنجازاتك ولو كانت صغيرة فالنجاحات تبدا صغيرة وتنتهي عملاقة وسينعكس ذلك ايجابياً عليك ويجعلك تعيش نشوة النجاح والفرح بالتفوق طوال حياتك
وهنا أود أن أذكر بأنه من المؤكد لكل منا خطوات ايجابية وطرق اتبعها لينعم بالسلام الداخلي والطمأنينة وراحة البال وان لم ينجح في البداية فانصحه هناك متسع من الوقت للمحاولة مجددا بخطوات أكثر ايجابية
ولله الحمد الانسان المؤمن بالله يعلم بأن السلام الداخلي يكمن بالرضا بأقدار الله و أن الرضا بما قسمه الله له من النعم تؤدي إلى قوة السلام الداخلي

والسلام الداخلي الكافي هو أن نذكر أنفسنا دائماً أن كل التأخيرات في حياتنا هي لحكمة بالغة يعلمها الله فلا يؤخر الله أمراً أو يحرمك منها إلا لخير
واختم بقاعدة للدكتور صلاح الراشد بقوله :
السلام الداخلي: هي حالة انسجام وهدوء وسلام بين الروح والذهن. السلام الداخلي إيمان، توكل، تفويض، تسليم، شعور بالأمان حتى في وسط بيئة غير آمنة. السلام الداخلي حالة وعي مرتفع، وذبذبات عالية. الشعور بالسلام الداخلي جنة الأرض ، السلام الداخلي شعور بأن للكون رباً حكيماً هو السلام ومنه السلام وإليه السلام

تعليق واحد

اترك رداً على وضحى العنزي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى