تقارير اخبارية

تقرير درة | تأثير الأعاصير على الحياة في المحيطات والبيئات البحرية

درة - قسم التحرير :  

يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة عدد الأعاصير وقوة تأثيرها، وقد لا يؤدي إلى ذلك أيضًا، لكنه قد يجعلها أكثر شدة، وفقًا لما صدر عن وكالة ناسا.

ومع ارتفاع العواصف وكذلك زيادة الفيضانات والأعاصير، وكلاهما يمثل أخبارًا سيئة للحياة فى المحيطات والبيئات البحرية، بحسب الدراسات.

وعندما تضرب الأعاصير القوية الأرض، تكون الأشجار المقتلعة والمنازل المدمرة والمباني، وغيرها من أشكال الدمار واضحة للعيان.

لكن ما يحدث فى البيئات البحرية حيث تنهمر المياه وتتبقى الرواسب ليس واضحًا دائمًا، كما لا يعلم عنه الكثير من الأشخاص.

وفي هذا الصدد، قالت ميليسا ماى، الأستاذ المساعدة فى علم الأحياء البحرية بجامعة ساحل خليج فلوريدا، إن ليس كل الأعاصير لها نفس التأثيرات.

وتابعت، إن مجموعة العواصف يمكن أن يكون بمثابة مد مرتفع بشكل غير عادى، ويترك بعض البيئات البحرية دون إزعاج نسبيًا أثناء الإعصار نفسه.

وأضافت، لكن آثار العاصفة يمكن أن يكون لها آثارها المدمرة، حيث يكون ذلك بدءً من التغيرات فى الملوحة إلى تدفق الرواسب والبكتيريا.

ماذا يحدث للحياة البحرية أثناء الإعصار؟..

فى العام النموذجى، ستتطور حوالى 10 أعاصير فى حوض المحيط الأطلسى، الذى يشمل المحيط الأطلسى وخليج المكسيك والبحر الكاريبى، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى.

ويمكن لقوة الإعصار أن تخلق موجات يبلغ ارتفاعها 60 قدمًا، والتى تجمع الماء البارد من الأعماق مع المياه السطحية الأكثر دفئًا، يمكن لتياراتها إثارة الرواسب على عمق 300 قدم.

ويمكن للعديد من الثدييات والأسماك البحرية الانتقال إلى مياه أعمق وأكثر هدوءً، حيث تابع الباحثون تحركات أسماك القرش ذات الرأس الأسود خلال عاصفة استوائية عام 2001م.

ووجد العلماء أن أسماك القرش غادرت المنطقة قبل وصولها إلى اليابسة، كما توصلوا إلى أنها عادت بعد خمسة إلى 13 يومًا.

وافترض العلماء أن انخفاض الضغط الجوى، وتغيرات درجة حرارة الماء، والإشارات المماثلة تنبه الأسماك إلى أن هناك عاصفة وشيكة.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2019م، أن زيادة الأمواج على السطح والتى تحرك المياه فى قاع البحر، دفعت سمكة الزناد الرمادية إلى الانتقال إلى المياه العميقة قبل الأعاصير.

وإذا لم تتمكن الدلافين والثدييات البحرية الأخرى من الهروب من مسار الإعصار، فقد تصبح محاصرة فى البرك والسدود وغيرها من موائل المياه العذبة، حيث لا يمكنها البقاء على قيد الحياة.

وبعد إعصار أندرو عام 1992، نفق ما يقدر بنحو 9.4 مليون من أسماك المياه المالحة، حسبما وجدت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية.

وربما تكون الرواسب قد سدت خياشيمها، أو ربما تكون تغيرات الضغط قد شكلت فقاعات غاز النيتروجين القاتلة فى دمائها.

وتسببت العاصفة نفسها فى نشوء الرواسب فى بيئات المياه العذبة وتحويل الماء إلى نقص الأكسجين، مما يعنى نقص الأكسجين، وتؤثر الأعاصير أيضًا على الحياة البحرية الثابتة أو البطيئة الحركة.

وقالت فاليرى بول، كبيرة العلماء فى محطة سميثسونيان البحرية، فى رسالة بالبريد الإلكترونى إلى موقع Insider، أنه بعد الأعاصير، “دُفنت طبقات الأعشاب البحرية وشعاب المحار بفعل الرواسب المتحركة”.

وقالت ماي: “إذا كان لديك الكثير من العواصف والأمواج، فقد يؤدى ذلك إلى اقتلاع الأعشاب البحرية فعليًا، مما يؤثر على الأحياء فيها”.

وجرف إعصار إيان ما يقرب من 250 سلحفاة بحرية صغيرة إلى الشاطئ، وقام مركز شفاء السلاحف البحرية التابع لحديقة حيوان بريفارد بإيوائهم حتى يمكن إعادة إطلاقهم.

وتعتمد بعض الشعاب المرجانية في البيئات البحرية على الأمواج، وذلك من أجل تفتيتها وتوزيعها على أجزاء جديدة من المحيط.

ويمكن للأعاصير أيضًا أن تجلب مياهًا أكثر برودة، وتساعد فى تعويض بعض آثار تبييض المرجان، وذلك عندما يتسبب الماء الدافئ جدًا فى قيام الشعاب المرجانية بتطهير الطحالب التكافلية التى توفر الأكسجين وإزالة النفايات.

أما بالنسبة للأمواج القوية جدًا، فحسب الدراسات الأخيرة، فإنه يمكن أن تفتت الشعاب المرجانية، بل يمكن أن تقتلها أيضًا.

يذكر أن، مجموعة واسعة من الحياة البحرية على طول شبه جزيرة فلوريدا، وهى الولاية الأمريكية التى تضرب فيها الأعاصير اليابسة فى أغلب الأحيان.

كما تضم العديد من مستنقعات معتدلة ومروج الأعشاب البحرية، حيث تستجيب النباتات والحيوانات فى هذه المناطق المختلفة بشكل مختلف للأعاصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى