من حرك برميل النفط حقي !!

بقلم / عماد سليمان الصقعوب  

في عام ٢٠١٠ كنت طالبًا في أحد الجامعات الأسترالية وكان الدكتور علي كوازي ( وهو برفسور هندي مسلم ) يدرسنا مادة التسويق الدولي ويثني على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، حيث أنه كان يشبه النفط في السعودية بالفوسفات في ناورو
وهي جزيرة كانت في المحيط الهادي خلف استراليا وكانت أغنى دولة في العالم في عام ١٨٧٩، وأصبحت مطلع السبعينات من القرن الماضي أعلى دولة في العالم دخلاً للفرد وكانت تسمى جزيرة السعادة.

وكان غالبية أهلها يعتمدون على الوظائف الحكومية ، وكانت الدولة تعتمد بشكل كامل على عائدات تصدير الفوسفات ( المورد الطبيعي للدولة )، إلى أن جاء الوقت الذي قلَّ فيه الفوسفات من هذة الدولة ونقصت كمية تصديره، وأصبحت الدولة تعيش على مساعدات استراليا وبعض الدول، ومع الأيام يكاد العالم أن ينسى ناورو وأهلها ( إن لم يكونوا نسوهم فعلا )، وهو ما يذكرني بكتاب من حرك قطعة الجبن الخاصة بي .

مَنْ حرّك جُبْنَتِي؟ حكاية رمزية ساعدت الملايين من الناس حول العالم على التأقلم والتعامل مع التغيرات التي تطرأ في حياتهم. إنّها قصة مُسلِّية، وتربوية ومفيدة. تدور أحداثها حول أربع شخصيات تعيش في (متاهة)، وتبحث عن (الجبن) ليكون لهم غذاءً ومصدر سعادة. هذه الشخصيات الأربع هي فَأران وقَزْمان.

الفَأران هما (سنيف) و(سكاري)، وأمّا القَزْمان – اللذان هما في حجم الفأرين، ولكنهما يشبهان الإنسان، ويتصرفان مثله إلى حدٍّ كبير – فهما (هِمْ) و(هاو).

(الجُبن) في هذه القصة يرمز إلى هدفٍ ما ترمي إلى تحقيقه في الحياة، كأن يكون هدفك هو النجاح في تغييرٍ ما أو إحداث إنجازٍ ما وأنها تتطلب بحث مصادر جديدة وأدوات جديدة وطريقة تفكير جديدة .

وهو ما أردت أن أشير إليه حيث أن رؤية ٢٠٣٠ وبرنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ هما فعلا خطوات صحيحة للاستفادة من تجارب غيرنا من الدول كـ ناورو .

تعليق واحد

  1. ياسلام استمتعت جداً بقرائة هذة الحروف ، صراحة تسلسل جميل في هذا المقال
    حاولت أن تُشبه يومنا هذا بأيام سابقة وكان تشبيه جداً بليغ
    شكراً لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى